آثرت السيدة فريدة صرموك عدم ركوب قطار الأحلام الصغيرة التي كانت الكثيرات من بنات جنسها ومنهن في سنها، يضعن خططا لها ويراودنها داخل مخليتهن، التي عادة ما لا تتعدى هذه الأخيرة حلم افتتاح محل خياطة وتطريز، أو آخر خاص بفنون حلاقة السيدات وغيرها، فيما اختارت هي طرقا مهنة كانت إلى وقت قريب مقترنة بالشدة والقوة والصبر وكثرة الجلد.. وهي التعامل مع المقاولين في مجال مراقبة نوعية مواد البناء. المشروع كان محضّرا مسبقا كواحد من الأحلام التي كانت صغيرة، ثم بدأت تكبر مع مرور الوقت، والفكرة ناضجة إلى حد كبير، لكن الأمر كان يحتاج بالفعل إلى امرأة حديدية ومن طراز فريد ومتميز، مثل السيدة صرموك فريدة ابنة حي العرقوب العتيق بمدينة المسيلة. فبعد تلقيها لدعم مالي من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، نجحت مع مرور الوقت في تأسيس مؤسسة مصغرة ناجحة، هذه السيدة تصنع اليوم الاستثناء باقتحامها لميدان عمل كان حكرا على التقنيين الرجال، وهي حاليا صاحبة مخبر مراقبة نوعية مواد البناء، هذا النشاط النوعي في ميدان الأشغال العمومية والبناء، تقدم نجاحات كل يوم في تسيير مخبرها الخاص وفي التعامل مع المقاولين. وتمكنت من خلال ذلك من التأسيس لخبرة مطابقة النوعية وفق المعايير العلمية معترف بها في العديد من الهيئات والإدارات، كما نالت مؤخرا جائزة أحسن مؤسسة مصغرة على هامش الصالون الوطني للتشغيل المنظم على مستوى أروقة الصناعة التقليدية بالمسيلة، الأمر الذي جعل الكثيرات ممن اطلعن على كفاح المهنة مع السيدة صرموك يجعلنها حافزا من أجل إنشاء مؤسسات مصغرة في هذا التخصص في مستقبل حياتهن، تخصص كان حكرا على الرجال إلى سنوات خلت.