حجز أعوان فرقة الشرطة القضائية بأمن دائرة أولاد رشاش بخنشلة، أول أمس، 6 آلاف قطعة نقدية قديمة وبعض القطع الأثرية، إثر الإطاحة بعصابة تتكون من ثلاثة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 26 و38 سنة، يتاجرون في القطع والتحف الأثرية النادرة. تم تفكيك الشبكة إثر معلومات وصلت إلى الفرقة، مفادها وجود أشخاص ينحدرون من ششار جنوبي الولاية، ينشطون في تهريب الآثار، ليتم ترصّد تحركاتهم خلال عقد صفقة شراء لهذه الآثار مع بعض أعوان أمن دائرة أولاد رشاش الذين تقمصوا دور زبائن الآثار القديمة. وتم الاتفاق على مبلغ الصفقة المقدّر ب مئات الملايين من السنتيمات، في مكان معزول بطريق دوار الكرايم شمالي بلدية المحمل التابعة إقليميا لاختصاص أمن دائرة أولاد رشاش، حيث تم الالتقاء على أساس استكمال صفقة شراء القطع النقدية والأدوات الأثرية وتسلّم مبلغ البيع، ليتفاجأ أفراد العصابة بأعوان فرقة الشرطة القضائية الذين ألقوا القبض على أفراد الشبكة وحجز القطع الأثرية النادرة التي بحوزتهم. وتم اقتياد أفراد العصابة إلى مقر أمن الدائرة لسماعهم واستكمال التحقيق معهم، بهدف الوصول إلى باقي شركاء أفراد الشبكة، في حين تم إخطار مديرية الثقافة لولاية خنشلة من أجل الحضور لمعاينة القطع التي تم حجزها والتأسيس كطرف مدني في القضية، وينتظر إحالة المتهمين على نيابة محكمة أولاد رشاش لاحقا. يشار إلى أن ولاية خنشلة التي تنام على مواقع أثرية مصنّفة وطنيا وعالميا عبر كل بلديات الولاية، تعرف نشاطا كبيرا لشبكات سرقة الآثار، خاصة التي تعود إلى الحقبة الرومانية. وسبق أن حجزت مصالح الأمن في الولاية، قبل أشهر، 2920 وحدة نقدية قديمة وأواني فخارية كانت معدّة للتهريب إلى تونس ومنها إلى إيطاليا، كانت بحوزة مهرّب أودع الحبس، فيما تمّ وضع ثلاثة آخرين تحت الرقابة القضائية. وتم متابعة المتهمين بعد اكتشاف تورطهم في تشكيل عصابة تحترف البحث عن المعادن في مناطق أثرية بمنطقة الفج ببلدية أنسيغة، باستعمال جهازين لكشف المعادن، وتم استخراج عدة أواني فخارية تعود للعهد الروماني. وتنشط العصابة على مستوى العديد من الولايات الشرقية وبمشاركة عصابات أخرى تنسّق مع أخرى في تونس لتصل إلى إيطاليا.