نوى شخص الحجّ والعمرة معًا وقت الإحرام، وعندما سارت السيارة كيلومترين تقريبًا وجد رفقاءه وقد أحرموا بالحجّ فقط، ففعل مثلهم، فهل حجّة صحيح؟ العبرة في الإحرام بالنّية القلبية، وإن تلفَّظ المُحرِم بالنيّة الّتي يُريدها فحسن، كأن يقول عند إرادة الإحرام: لبّيك بحجٍّ، أو لبّيك بعمرة. ففي الصّحيح من حديث جابر رضي الله عنه قال: “قَدمْنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن نقول: لبّيك اللّهمّ لبّيك بالحجِّ، فأمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجعلناها عمرة” رواه البخاري. ومَن أحرم بحجٍّ أو عمرة لا يجوز له ترك ما أحرم به حتّى يكمله لقول الله تعالى: (وأَتِمُّوا الحجّ والعُمرة لله). وبما أنّه نَوى الحجّ والعمرة يتمّهما معًا. وعليه هدي القِران لأنّه أتَى بنُسكين في عمل واحد. وإن بَدَا له التحلُّل بعمرة متمتِّعًا بها إلى الحجّ جاز له ذلك عند كثير من العلماء مع وجوب الهدي. والله أعلم. ما حكم مَن لا يملك المال لشراء الأضحية ولا يستطيع الاستدانة؟ نبشّر مَن كانت هذه حالته أنّ رسول الله صلّى الله صلّى الله عليه وسلّم ضحَّى عنه وعن فقراء أمّته، ولا إثم عليه، بل له من الأجر مثل أجور المضحّين، بل ربّما أكثر، لأنّ مَن ضحّى عنه هو سيّد خلق الله صلّى الله عليه وسلّم. ما حكم شخص غنيٌّ لا يذبح يوم العيد دون سبب؟ إنّ يوم العيد يوم فرحة وعبادة وتكبير وأكل وشرب وتوسعة على الأهل. وهو من أعظم النعم الّتي أنعم الله بها على المسلمين، حيث تظهر مظاهر الأُخوة والمحبَّة والأُلفة والتعاون جلية في جميع المساجد والشوارع والبيوت. فكيف للعبد الّذي أنعم الله عليه بالمال أن يحرم نفسه من هذا الفضل العظيم وهذه العبادة العظيمة الّتي لا تُعرف لغير الله بأيّ حال. فعلى هذا الشّخص أن يُسارع لشراء الأضحية ليتقرَّب بها إلى الله لقوله تعالى: {لَن ينال اللهَ لُحومُها ولا دماؤُها ولكِن ينالُه التّقوى منكم} الحج: 37، وقال أيضاً: {وأمّا بنِعمة ربِّك بحدِّث} الضحى:11. هل يجوز للإنسان ألاَّ يضحّي بسبب الدَّين الّذي عليه؟ إذا لم يطالب المدين بالوفاء جاز له أن يستدين ليضحي إن علم أنّه يستطيع الوفاء، وإلاّ فإن الله لا يكلّف نفساً إلاّ وسعها، والأضحية سُنّة مؤكّدة على القادر عليها، ولقد ضحّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن نفسه وعن فقراء أمّته والحمد لله. وعليه إن ضمن تسديد الدَّيْن استدان وضحّى وإن لم يضمَن فلا يُضحّي والله يغفر له ولجميع المسلمين، قال تعالى: {لا يُكلِّف الله نفساً إلاّ وُسعَها} البقرة: 286. هل يجوز ذبح الأضحية في ثاني يوم أو ثالث يوم بعد يوم العيد؟ نعم يجوز ذلك، حيث يجوز ذبح الأضحية يوم العيد وسائر أيّام التّشريق وهي ثلاثة أيّام بعد يوم العيد.