العبرة في الإحرام بالنّية القلبية، وإن تلفَّظ المُحرِم بالنيّة الّتي يُريدها فحسن، كأن يقول عند إرادة الإحرام: لبّيك بحجٍّ، أو لبّيك بعمرة، ففي الصّحيح من حديث جابر رضي الله عنه قال: “قَدمْنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن نقول: لبّيك اللّهمّ لبّيك بالحجِّ، فأمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجعلناها عمرة” رواه البخاري. ومَن أحرم بحجٍّ أو عمرة لا يجوز له ترك ما أحرم به حتّى يكمله لقول الله تعالى: “وأَتِمُّوا الحجّ والعُمرة لله”. وبما أنّه نَوى الحجّ والعمرة يتمّهما معًا. وعليه هدي القِران لأنّه أتَى بنُسكين في عمل واحد، وإن بَدَا له التحلُّل بعمرة متمتِّعًا بها إلى الحجّ جاز له ذلك عند كثير من العلماء مع وجوب الهدي. والله أعلم. رجل حجّ عن امرأة، وعندما أراد الإحرام من الميقات نسيَ اسمَها، فماذا يفعل؟ لا بأس أن يقول: لبّيك اللّهمّ حجّة أو حجّة وعمرة عن المرأة الّتي أوصتني والله أعلم بما في القلوب قبل أن ينطق بها اللّسان، ثمّ إنّ هذا الرّجل مَن سافر إلاّ ليحجّ عن تلك ولم ينطق اسمها فتلك كافية، وهو الّذي يُسمّى عند الكثير بالنّية الحكمية. والله أعلم.