شُيِّعت أول أمس في جو مهيب جنازةُ شهيد الواجب الوطني علي عيشوش إلى مثواه الأخير بمقبرة لقشايش في بلدية مقرة بالمسيلة، وسط حضور حاشد تقدمته السلطات المدنية والعسكرية إلى جانب عائلته، وكذا المئات من أهالي القرية وأقرانه الذي ودّعوه بكثير من الأسى والدموع. وكان الفقيد عيشوش، من مواليد 1990، قُتل خلال العملية الأخيرة التي شنتها قوات الجيش الذي انخرط فيه قبل سنوات كمظلي في القوات الخاصة، على معاقل الإرهاب في منطقة أزفّون بتيزي وزو، والتي انتهت بالقضاء على عدد منهم وتحييد 9 آخرين. وبحسب مقربيه فإن مساره الدراسي انتهى عند مستوى السنة الثالثة ثانوي، عندما بدأ حلمه يكبر بالانخراط في القوات الخاصة ومجابهة قوى الإرهاب الأعمى، وقد تكرس حلمه حينما عاد أحد أقربائه كان منخرطا في نفس السلك برتبة عريف، أثناء إصابته في واحدة من مداهمات الجيش على المعاقل الإرهابية، ما ولَّد لديه الرغبة في الانضمام للجيش، وهو ما تم، قبل أن يلقى الشهادة التي كان يتوق إليها، ولطالما حدَّث بها أقرانه وزملاء طفولته خلال زياراته بين الفينة والأخرى إلى القرية.
علي عيشوش الذي رحل عن دنيانا تاركا وراءه عرسا كان يحضِّر له هذا الصيف، وكلمات سبق وأن دونتها يداه على صفحته في فايسبوك جاء فيها "نموت وتحيا الجزائر.. في هذا الزمان قليل من يفهم واش معنى الوطنية".