تمثل السكتة الدماغية مشكل صحة عمومية عبر مختلف دول العالم وكذا الجزائر التي تحصي سنويا 40 ألف حالة جديدة، وهي حالة تتعرض خلالها خلايا المخ للموت خلال دقائق قليلة بسبب تمزّق أو انسداد في وعاء دموي دماغي، ما يقطع جريان الدم في الدماغ ويتسبب بالتالي في موت الشخص أو إصابته بإعاقات مؤقتة أو دائمة، الأمر الذي يتطلب علاجاً مستعجلا لها. ويشار إلى أن التكفل الطبي بهذه الحالات خلال الثلاث ساعات الأولى التي تلي الإصابة مفيد، حيث يتولى الطبيب المشرف على الحالة التخلص من التخثر الدموي الناجم عن الجلطة، وهو العلاج المتبع عبر مختلف دول العالم والذي اعتمده فريق طبي على مستوى المستشفى الجامعي فرانس فانون في البليدة، حيث تم الأسبوع الماضي ولأول مرة إجراء عملية للقضاء على تخثر دموي ناجم عن جلطة دماغية. وتولى الدكتور رضا زروال رفقة فريق طبي مختص وتحت إشراف البروفيسور أرزقي، رئيس مصلحة جراحة الأعصاب بالمستشفى ذاته، إجراء تلك العملية التي اعتبرت الأولى من نوعها على مستوى الوطن والممثلة في التخلص من التخثر الدموي الذي تسببه الجلطة الدموية، وهي العملية التي تمت بعد ساعات من إصابة المريض بالجلطة الدماغية التي بينت إثرها الأشعة الخاصة التي أجريت على دماغ الشخص المصاب وجود انسداد كبير في شريان المخ، ليتم التخلص من التخثر الدموي الذي سببته الجلطة الدموية، وهو العلاج الذي وصفه الفريق الطبي ب"العلاج المعجزة"، نظرا لفائدته الجمة في التخلص من الشلل النصفي الذي من شأن الجلطة الدماغية أن تتسبب فيه. ويشار إلى أن العملية تمت ليلا وشهدت تنسيقا بين مصلحة جراحة الأعصاب ومختصين في التصوير الشعاعي العصبي، على أمل تعميمها على مستوى عديد مستشفيات الوطن لتقليص الآثار الثقيلة الناجمة عن الجلطة الدماغية.