تواصل إلى غاية منتصف نهار أمس اعتصام متقاعدي ومعطوبي وذوي الحقوق للجيش الوطني الشعبي، بعد ليلة قضاها أزيد من 6 آلاف عنصر منهم على مشارف العاصمة، قبل أن يفك هؤلاء اعتصامهم طواعية مع منحهم للسلطات أسبوعا للرد على مطالبهم. أمضى أزيد من 6 آلاف عنصر من متقاعدي ومعطوبي وذوي الحقوق للجيش الوطني الشعبي ليلة بيضاء في الطريق الوطني رقم 5 بمنطقة حوش المخفي ببلدية اولاد هداج، لقي فيها المحتجون الذين حط بهم الرحال هناك مرغمين من طرف وحدات مكافحة الشغب التي أجهضت مسيرتهم السلمية نحو العاصمة، كل التكفل والكرم من طرف مواطني المنطقة الذين لم يبخلوا على هؤلاء بالمأكل والأفرشة وشحن بطريات الهواتف. وكشف المكلف بالإعلام، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية لمتقاعدي ومعطوبي وجرحى وذوي الحقوق للجيش الوطني الشعبي وكل منتسبي الجيش، أن العودة إلى الحركة الاحتجاجية و"اكتساح العاصمة" ستكون بعد أسبوع من الحركة الاحتجاجية ليوم أمس، مضيفا أن المسيرة والاعتصام شابتهما مناوشات على فترات متقطعة، خلفت 5 جرحى من بينهم من كان يعاني من أمراض مزمنة. وقد تم التحاور مع عميدين الأول للدرك الوطني حضر إلى عين المكان، في حين تنقل وفد من 7 أفراد من التنسيقية إلى ولاية بومرداس لتبليغ مطالب هذه الشريحة إلى الجهات الوصية في وزارة الدفاع الوطني، تكفل بنقلها مدير الصندوق الوطني للتقاعد في وزارة الدفاع الوطني بمقر ولاية بومرداس. وضمت مطالب المحتجين تعميم منحة العجز على متقاعدي الجيش وتخصيص كوطات من السكنات الاجتماعية من الحصص الجاهزة للتوزيع وإبرام الاتفاقيات مع العيادات الخاصة في جميع التخصصات ومع مخابر التحاليل الطبية وكذا تعديل الأجور منذ سنة 2003، بالنظر إلى تلك الزيادات "غير العادلة التي أخلت بسلم الأجور" والمساواة في التعويضات الممنوحة للجرحى والمعطوبين، حسب نسبة العجز الطبي والجروح والإصابات وكذا المساواة في المنح بين الجنود والضباط السامين من حيث الأعضاء الجسمانية المبتورة "فلا يعقل أن يتلقى ضابط بترت ساقه تعويضا ضعف الأضعاف لجندي بترت ساقه كذلك"، والإفراج عن صفة الشهيد ومنح أرامل الشهداء تعويضا يقدر ب200 في المائة ودراسة وتسوية والتعجيل في دراسة الملفات الزرقاء. ووقفت "الخبر"، أمس، أثناء زيارتها لموقع الاحتجاج، على استمرار الحركة الاحتجاجية مع استعداد العديد من متقاعدي ومعطوبي الجيش لمغادرة موقع الاحتجاج، في حين واصلت قوات مكافحة الشغب على نفس درجة التأهب والاستعداد تحسبا لأي طارئ أو محاولة للعودة إلى السير نحو العاصمة، بينما بقي الطريق الوطني رقم 5 خاليا من حركة سير المركبات بعد الاختناق المروري الذي شهده أمس الأول تزامنا والمسيرة السلمية التي أجهضت على مشارف العاصمة.