سجلت 16 ولاية عجزا في التزود بالمياه خلال هذا الصيف, حسبما أفاد به اليوم الثلاثاء بالجزائر اسماعين عميروش المدير المركزي للتزويد بالمياه الشروب على مستوى وزارة الموارد المائية . "16 ولاية منها عنابة , سوق أهراس , قالمة , برج بوعريريج , سجلت عجزا في مادة المياه, وتتعلق بتراكمات لعدة سنوات", يؤكد عميروش خلال ندوة صحفية نظمت بحضور المدراء المركزيون لوزارة الموارد المائية.
وتبعا لهذا العجز, تم تسجيل تراجع في مستوى السدود, يضيف عميروش مشيرا الى ضرورة "التسيير العقلاني" للموارد المائية.
وأكد المدير المركزي على وجود برنامج استعجالي تم وضعه حيز التنفيذ يتعلق خاصة بتوزيع المياه من خلال تسخير 25 شاحنة صهريج , وذلك عقب الزيارة الاخيرة لوزير الموارد المائية نسيب الى عدة ولايات.
وفي هذا الإطار , دق السيد زاير ناقوس الانذار بخصوص سرقة المياه :" 50 في المائة من المياه موجهة الى استعمالات اخرى خارجة عن استعمالات الانسان".
" عمالنا يتعرضون للاعتداءات لانهم يتدخلون من اجل وضع حد للاستغلال غير القانوني للمياه".
"اليوم وغدا سيكون فيه تذبذب في التموين بالمياه وأعطاب لكن الجزائرية للمياه تأخذ على عاتقها التسيير الأمثل لتوزيع المياه", يتابع المتحدث.
وبالنسبة لهذا المسؤول , إعادة اصلاح الاعطاب وعمليات أخرى تتطلب إمكانيات مالية.
ومن جانبه , افاد براك ارزقي المدير العام للوكالة الوطنية لتعبئة السدود أن حجم امتلاء السدود يقدر ب 50.3 في المائة .
من جهته أكد وزير الموارد المائية حسين نسيب اليوم الثلاثاء بالجزائر أن انخفاض منسوب السدود بسبب تراجع تساقط الأمطار كان وراء بعض التذبذبات التي عرفتها عملية توزيع المياه في المدة الأخيرة على مستوى بعض مناطق الوطن مشيرا الى أن مصالح القطاع اتخذت العديد من الإجراءات لاحتواء الوضع .
وقال نسيب خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزقي عقب لقاء حول تطوير الفلاحة المسقية أن " تراجع تهاطل الأمطار وبالتالي تقلص نسبة امتلاء السدود كان وراء بعض التذبذبات التي عرفتها عملية توزيع المياه في المدة الأخيرة على مستوى بعض مناطق الوطن" خصوصا بسد عين الدالية بسوق أهراس وحمام الدبغ بقالمة وعين الزادة ببرج بوعريريج وسد سكيكدة و تاكسابت بتيزي وزو وسد شافية بعنابة.
وبخصوص التذبذبات في التموين بالمياه الصالحة للشرب التي عرفتها العاصمة في هذه الفترة نفى الوزير أن تكون مؤسسة توزيع المياه بالجزائر قد تعمدت قطع التموين بالمياه حسب ما روج له مبرزا ان الامر يتعلق بارتفاع كبير للاستهلاك من قبل المواطنين ما ادى الى انخفاض قوة الضغط و بالتالي تسجيل ضعف في التموين بالمياه خصوصا لسكان الطوابق العليا أو تلك المتواجدة بأواخر شبكة الربط بسبب حدة امتصاص المياه من قبل سكان الطوابق السفلى.
وفي رده على سؤال يخص الوضع في ولاية عنابة حيث سجل المواطنون نقص كبير في التزود بالمياه على غرار مركب الحجار الذي عرف هو كذلك تذبذبات في التزود رغم أهميته الصناعية وحاجياته الكبيرة من الماء قال نسيب أن ولاية عنابة تعتبر "حالة خاصة" و ذلك بسبب النقص الحاد في المياه بسد شافية بالولاية الذي سجل منسوبه تراجعا كبيرا حيث لا تزيد نسبة امتلاءه حاليا عن 25 مليون متر مكعب في حين أن طاقة استيعابه تراوح 185 مليون متر مكعب.
وتابع الوزير قائلا "المعادلة كانت صعبة حيث حاولنا التوفيق بين حاجيات المواطنين وحاجيات المركب" و هذا باتخاذ إجراءات بالتعاون مع السلطات المحلية من خلال وضع نظام توزيع مدروس والتعزيز بالصهاريج لنحاول بقدر الإمكان توزيع المياه بالتناوب ي حيث وعد بأن "الأمور ستتحسن بولاية عنابة ابتداء من الخميس المقبل".
وكشف الوزير في هذا السياق أن الوزارة و بالتعاون مع سلطات المحلية لولاية عنابة قد وضعت برنامج استعجالي يمتد على عدة أشهر بإمكانه دعم الولاية ب 100.000 متر مكعب يوميا وهذا بالشروع في إعادة تأهيل قناة المد و التوزيع من سد مكسة بعنابة.
وفيما يخص الولايات الأخرى قال السيد نسيب أن الحل يكمن في تحويل المياه بين السدود لإحداث التوازن المتوخى في التوزيع بين الولايات مبرزا أنه فضلا عن الإمكانيات المتاحة حاليا هناك العديد من المشاريع و الإجراءات المتخذة في هذا المجال زيادة على تسخير محطات التحلية ومحطات معالجة المياه المستعملة.