قيّد الأستاذ فضيل عبد الرزاق، محامي الكاتب كمال داود، صباح أمس الخميس دعوى قضائية مصحوبة بادعاء مدني ضد الكاتب رشيد بوجدرة في محكمة سيدي أمحمد بالجزائر العاصمة. وكان الكاتب كمال داود قد أعلن قبل أسبوعين عزمه متابعة رشيد بوجدرة قضائيا، بعد أن قال عنه صاحب "الحلزون العنيد" بأنه كان عضوا في "الجماعة الإسلامية المسلحة" (جيا) في شبابه، وذلك في كتابه الأخير "مهربو التاريخ" الصادر باللغة الفرنسية عن دار "فرانس فانون" للنشر. يُذكر أن كمال داود لم يسبق أن رد على رشيد بوجدرة الذي لم يتوقف عن التحامل عليه منذ أن حقق كتابه "ميرسو تحقيق مضاد" ذلك النجاح الكبير في مجال الأدب، ورفع اسمه مع اسم الكاتب الجزائري الآخر محمد مولسهول المعروف ياسمينة خضرة عاليا في سماء الأدب العالمي. وأكثر من ذلك انفرد رشيد بوجدرة بوصف كمال داود بأنه "لا يشرف الأدب الجزائري"، وهذا في عز الأزمة التي طرأت على الساحتين السياسية والأدبية سنة 2014 عندما أفتى المدعو حمداش زيراوي، أحد قادة التيار السلفي، بإهدار دم الكاتب بعد ظهوره في حوار على قناة تلفزيونية فرنسية للحديث عن كتابه "ميرسو". وانفرد بوجدرة حينها بالتهجم على الكاتب المستغانمي في وقت التف حوله كل الكتاب والأدباء الجزائريون. وانتهت القضية بإدانة محكمة وهران لحمداش زيراوي بستة أشهر حبسا منها 3 نافدة. ومع ذلك كان كمال داود أول المنددين بالإهانة التي تعرض لها رشيد بوجدرة في شهر رمضان الماضي من طرف قناة "النهار" في حصة الكاميرا الخفية. وفي رده على رشيد بوجدرة، قال كمال داود في نص نشره بداية الأسبوع الجاري إنه "لا يرد لنفسه فقط، وإنما لجيل كامل من الجزائريين الذين واجهوا الإرهاب عزلا. وأرد دفاعا عن شرفي وشرف والدي وأبنائي". وذكر الأستاذ فضيل عبد الرزاق أنه قرر مع موكله رفع الدعوى القضائية أمام محكمة الجزائر بحكم إقامة بوجدرة في العاصمة، وأن الشكوى المصحوبة بالادعاء المدني المودعة صباح أمس في مكتب عميد قضاة التحقيق لمحكمة سيدي امحمد صارت رسمية.