أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين اليوم الأربعاء عن ارتفاع عدد الحالات المرضية الصعبة بين صفوف الأسرى والمعتقلين حيث تطورت الحالات الصحية للعديد منهم من متوسطة إلى خطيرة جداً. وقالت الهيئة في تقرير ان هذا الوضع ناتج عن استمرار سياسة الاستهتار الطبي المتعمد بحق الأسرى والمعتقلين من قبل إدارة السجون الإسرائيلية, فغالبيتهم يعانون من أمراض مزمنة وبحاجة لعلاج فوري, والبعض منهم مرت عليه سنوات وهو ينتظر تحديد موعد لإجراء عملية جراحية له. وبينت أنه من خلال مراقبة الأوضاع الصحية للأسرى والمعتقلين, "اتضح أن مستوى العناية الصحية سيء للغاية, فهو شكلي وشبه معدوم بدليل شهادات وشكاوى الأسرى المرضى التي يروون من خلالها ما يتعرضون من أساليب تعذيب جسدي ونفسي ممنهجة تؤدي لإضعاف أجساد الكثير منهم يوماً بعد يوم". وفي هذا السياق أوضح محامي الهيئة معتز شقيرات, أن العدد الحالي للأسرى المرضى القابعين في عيادة سجن الرملة بلغ 15 أسيرا حيث تُصنف حالاتهم بأنها الأصعب بين الأسرى في سجون الاحتلال. وفي ذات السياق كان عيسى قراقع رئيس الهيئة قد اكد مؤخرا ان هذا العام 2017 شهد معاملة قاسية واجرامية ووحشية بحق المعتقلين على يد حكومة الاحتلال, وأن قضية الاسرى اصبحت عنوانا مستهدفا للاحتلال على الصعيد السياسي والوطني والاجتماعي, وانعكس ذلك على الكثير من الاجراءات التعسفية بحق الاسرى داخل السجون. وأشار الى خطورة وضع الاسرى المرضى في ظل تزايد عددهم وتفاقم الامراض في أجسادهم, وتزايد القوانين والتشريعات الاسرائيلية العنصرية ضد المعتقلين, وتصعيد ملحوظ في سياسة التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين وتصاعد في سياسة المداهمات لغرف وأقسام الاسرى وفرض العقوبات الفردية والجماعية عليهم, والحرمان من الزيارات وغير ذلك. كما اكد ان الاسرى وقضيتهم العادلة بحاجة الى حماية دولية وتحرك على كافة المستويات الاقليمية والدولية, وانه حان الوقت لملاحقة ومحاسبة اسرائيل كسلطة محتلة على جرائم حرب ترتكبها بحق الاسرى ومخالفات جسيمة للقانون الدولي الانساني. وقال قراقع ان قضية الاسرى تتعرض لعدوان وحرب على كافة المستويات من قبل حكومة الاحتلال, ما يتطلب التصدي للتحريض الاسرائيلي ومحاولاته وضع الاسرى ونضالهم المشروع في اطار الجريمة والارهاب وممارسة الضغط والابتزاز والقرصنة المالية. واوضح ان عام 2017 شهد حربا دموية على اكثر من 1500 اسير خاضوا اضرابا عن الطعام شهر ابريل الفارط وان اسرائيل ارادت ان تقتل الاسرى خلال اجراءاتها التعسفية بحق المضربيني حيث نتج عن هذا الاضراب حالات مرضية صعبة لا زالت تعاني حتى الآن.