تسبب التساقط الكثيف للثلوج على العديد من ولايات الوطن في غلق عدد من المحاور بالطرق الوطنية، ما استدعى تدخل كل من مصالح مديرية الأشغال العمومية والحماية المدنية وكذا مصالح الأمن في العديد من النقاط السوداء. ويتوقع أن تستمر موجة الثلوج على المناطق التي يصل ارتفاعها إلى 800 متر فما فوق إلى غاية نهاية الأسبوع، مع استمرار تهاطل الأمطار عبر باقي الولايات الساحلية، في انتظار حلول اضطراب جوي آخر بداية من الأسبوع المقبل. ففي المدية، شهدت أغلبية الطرقات الرئيسية تذبذبا في حركة المرور بدءا من فجر أمس، وتطلب ذلك تعبئة كل آليات كسح الثلوج التي تتوفر عليها حظيرة قطاع الأشغال العمومية والجماعات المحلية، بما فيها وضع حيز الدعم آليات تابعة للخواص لتأمين حركة المرور، خاصة بمرتفعات بلديات بن شيكاو على الطريق الوطني رقم 1، أولاد عنتر، أولاد هلال ودراق غربي الولاية، تابلاط، بعطة العيساوية شرقها وعين بوسيف جنوبا. لكن تراكم الثلوج التي تراوح سمكها بين 10 و15 سنتيمترا عبر بعض المسالك الجبلية أعاق التحاق تلاميذ القرى المعزولة بمقاعد الدراسة، على غرار قريتي الجعافرية وأولاد سعيد ببلدية سيدي الزيان جنوبي الولاية وقريتي كاف الحمام والغابة الكحلة بأعالي بلدية تابلاط، حيث اضطر القرويون إلى نقل أبنائهم المتمدرسين في ثانويات ومتوسطات مركز البلديات على متن الشاحنات وحتى الجرارات لتفادي غيابهم عن أقسامهم الدراسية. أما بالبلدية مقر دائرة عين بوسيف، فلم يتمكن عشرات التلاميذ من بلديتي سيدي دمد والكاف الأخضر من الالتحاق بمقاعد دراستهم بسبب صعوبة حركة حافلات النقل المدرسي عبر طرق غطتها الثلوج مبكرا، حسب مصادر محلية متعددة. وفي تيارت، تسبب الصقيع المتشكل على الثلوج المتساقطة ليلة أمس على ولاية تيارت في صعوبة سير المركبات ووقوع بعض الحوادث المسجلة في عدد من النقاط. وأدخل سوء الأحوال الجوية مديرية الأشغال العمومية في حالة طوارئ لفتح عدة محاور طرقية في الجهة الجنوبية والغربية من تراب الولاية أغلقتها الثلوج ليلا، منها الطريق الولائي رقم 9 الرابط بين بلدية مدريسة وعين الدرهم مرورا بسيدي سليمان والطريق الولائي رقم 2 في الجزء الرابط بين منطقة عين الدرهم وبلدية مدريسة، والطريق الوطني رقم 90 بين عين كرمس والمطرونية والطريق الوطني رقم 23 في الشطر الرابط بين بلديتي السوڤر وتوسنينة. وشهدت ولاية سطيف، بدورها، تساقطا معتبرا لكميات من الثلوج بعد تسجيل منخفض جوي قادم من غرب البلاد. كميات الثلوج المتساقطة وإن تفاوتت في سمكها، فإنها تركزت إجمالا بالجهة الجنوبية للولاية وبالجهة الشمالية الغربية تحديدا، وتسببت في توقف تام لحركة المرور بالعديد من المقاطع، حيث تشير معطيات مصالح الدرك الوطني إلى توقف الحركة بالطريق الولائي رقم 10، خاصة بالمحاور القريبة من بلدية أولاد تبان مركز. وقد شهدت هذه الأخيرة انقطاعا كليا للحركة بطرقات بلدية عديدة، على غرار الطريق البلدي رقم 560 و561 و480، حيث غطت الثلوج تماما الطريق وعزلت مشاتي ودواوير. وعرفت منطقة النعامة وضواحيها، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، تساقط كميات معتبرة من الثلوج كان أكثرها كثافة بالجهة الجنوبية للولاية، انطلاقا من النعامة إلى العين الصفراء، حيث غطت الثلوج العديد من المساحات الرملية وصولا إلى منطقة جنين بورزق الحدودية مع بشار، خاصة منطقة فوناسة التي فاق فيها سمك الثلوج العشرة سنتيمترات في بعض المساحات. وفي البيض، تم تسخير عدد كبير من الجرافات وكاسحات الثلوج لإزاحة كميات كبيرة من الثلوج عن الطرقات التي تجاوز سمك الثلوج بها العشرة سنتيمترات. من جهة أخرى، تم إحصاء، ليلة أول أمس، ثمانية حوادث مرور عبر تراب الولاية تسببت فيها الثلوج، منها انقلاب شاحنتين واصطدام بين حافلة وشاحنة وكذا انحراف خمس سيارات عن مسارها، خلفت في مجملها ثلاثة جرحى بإصابات خفيفة، تم نقلهم نحو المؤسسات الطبية القريبة من مكان الحادث لتلقي الإسعافات الضرورية، وفقا لمصالح الحماية المدنية. كما قام أعوان الحماية المدنية بإجلاء عدد من الأشخاص من دون مأوى وتحويلهم نحو دور العجزة بالولاية، في ظل برودة الطقس التي تعرفها الولاية, في الأغواط، غطت الثلوج أغلب بلديات الولاية، لاسيما بلديات الجهة الشمالية، وبلغت مشارف عاصمة الولاية وكذا بلدية سيدي مخلوف وحمدة التي لم تشهد تساقط الثلوج منذ عدة سنوات، ما جعلها تصنع بهجة الكثير من المواطنين وسكان المنطقة لاسيما الأطفال، مع انخفاض جد محسوس في درجات الحرارة التي بلغت الحدود الدنيا ودرجات تحت الصفر ليلا. وفي باتنة، تساقطت، أمس، عبر البلديات الجنوبية والجنوبية الغربية بالولاية كميات معتبرة من الثلوج التي غطت الشوارع والطرقات وسط ذهول واستغراب من المواطنين الذين استحسنوا الوضع، خصوصا أن مثل هذه التقلبات الجوية المصحوبة بالثلوج لم تسجل بالمناطق المذكورة منذ سنوات طويلة، على غرار بريكة، الجزار، نڤاوس، تاكسلانت والمناطق المجاورة لها، ما شكل مفاجأة حقيقية لسكانها وأخرج الفضوليين من منازلهم للاستمتاع بالمنظر الأبيض الذي غطى مدنهم، لاسيما الأطفال والمراهقين الذين بادروا باللعب مع ساعات الصباح الباكر، وذلك بعد تسجيل هذه البلديات درجات برودة قياسية نزلت أحيانا تحت الصفر.