بعد مرور تسعة أيام على فاجعة سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك، استقبلت منتصف نهار اليوم بلدية عين بوسيف جنوب شرقي المدية جثمان ابنها الشهيد ابراهيمي اسماعيل (24سنة) بأجواء سادها الحزن والأسى، وبجمع غفير من المواطنين الذين أتوا من مختلف المناطق لحضور مراسيم توديع الشهيد برفع الاعلام الوطنية والتكبير، حيث تجمعوا بأعداد كبيرة انطلاقا من المدخل الشمالي للبلدية الى غاية حي المعلمين حيث المسكن العائلي للشهيد أين ألقيت عليه النظرة الأخيرة من طرف افراد عائلته، حيث تعالت الزغاريد واختلطت بدموع الفراق ..الفراق الذي أراده اسماعيل الابن ان يكون العناق الاخير لوالدته ليلة اليوم الذي سبق فاجعة الأربعاء وكان اسماعيل أدرك وأحس دون أن يعي ذلك بساعة الرحيل ..اساعيل هذا الرقيب الذي التحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي منذ خمس سنوات باحدى ثكنات تندوف بكت عين بوسيف بسكانها وودعته بمراسيم الشهيد الذي سقط في ساحة المعركة دفاعا عن الوطن بحضور السلطات العسكرية والمدنية وهو يحمل على الأكتاف الى مقبرة اولاد عبد الوهاب بالكاف الأخضر، هذا العرين التاريخي الذي احتضن أمس المجاهدين بان الثورة و مسقط رأس عائلة ابراهيمي الذي احتضن من جديد وهو الذي انجبه جسد البطل اسماعيل، حيث أصرت العائلة على أن يدفن ابنها ويعانق تربتها الطاهرة التي تربى وترعرع بها وأحب وطن فضل أن يدافع عنه حتى آخر لحظة من عمره و هو يدرك أنه سيأتي موعد الرحيل.