تحركت الكثير من الأحياء بولاية بشار أول أمس لحضور مراسيم تشييع مرابطي العيد، ما استدعى تسخير عدد كبير من أفراد الدرك والشرطة لتنظيم حركة المرور، خاصة في الطرق المؤدية إلى المقبرة وفي محيطها. وكان جثمان العيد المعروف محليا بأبي اليتامي وصل المطار العسكري ببشار ليتقرر دفنه وسط حضور شعبي كبير، وحضور لافت لأبرز قيادات الناحية العسكرية الثالثة ومسؤولي المصالح الأمنية الجهوية والولائية والسلطات المدنية. وشكّلت وفاة عمي العيد صدمة لكل سكان بشار، كون الرجل بعد تقاعده من المؤسسة العسكرية كعامل بسيط رسم لنفسه مكانة في قلوب فقراء ومساكين سكان بشار، بعد أن أخذ على عاتقه التكفل بمئات اليتامى، وهو ما دفعه لتأسيس جمعية خيرية حملت اسم ”تواصل” كانت توفر للأطفال اليتامى رحلات مجانية في العطلة، وتوفر لهم كل مستلزماتهم من ملابس وأدوات مدرسية وأدوية. وكانت خدمة اليتامى هي آخر ما ختم به عمي العيد حياته، فالرجل وضع خلال هذه العطلة برنامجا ترفيهيا لأطفال يتامى قدموا من ولاية البليدة، تنقل بعدها لحمل ”رخصة سياقة” لأحد أصدقائه قادم من ولاية البليدة ضمن الوفد المشرف على قافلة اليتامى، مع أن الجميع اقترح عليه إرسالها لصاحبها إلا أنه رفض واختار التنقل بنفسه، ليقرّر العودة على عجل لبشار بهدف تعزية عائلة قريبة توفيت بولاية أدرار، إلا أن القدر كتب له أن لا يصل لولاية بشار. وشيّع سكان بلدية خليل بولاية برج بوعريريج، أول أمس في جو حزين، عبد الحق فحيمة أحد ضحايا تحطم الطائرة العسكرية. وقدر مشاركون في الجنازة عدد المشيعين بحوالي 12 ألف، كان من بينهم العميد بوقصة محمد قائد المدرسة المتخصصة للحوامات بعين أرنات في سطيف. ووصل جثمان الفقيد وسط التكبيرات، فكان الموقف مؤثرا، خاصة عند إدخال التابوت إلى بيت عائلته وسط تدافع كبير لأقاربه وجيرانه، على أمل إلقاء نظرة أخيرة عليه. وبعد دقائق أخرج التابوت وانطلق الموكب الجنائزي نحو المقبرة، وأقيمت صلاة الجنازة وتم دفن المرحوم، ولم يغادر المعزون المكان حتى أذان المغرب. وولد عبد الحق في 1989، والتحق بصفوف الجيش سنة 2011 برتبة رقيب أول، وكان قد قضى 15 يوما بين أسرته، قبل أن يغادرها متوجها إلى تندوف. عين بوسيف تبكي ابنها الشهيد ابراهيمي اسماعيل استقبلت أمس بلدية عين بوسيف بالمدية منتصف نهار جثمان ابنها الشهيد ابراهيمي إسماعيل، 24 سنة، في أجواء سادها الحزن والأسى وبجمع غفير من المواطنين الذين أتوا من مختلف المناطق لحضور مراسيم توديع الشهيد برفع الأعلام الوطنية وبالتكبير. وتجمع الناس بأعداد كبيرة انطلاقا من المدخل الشمالي للبلدية إلى غاية حي المعلمين حيث المسكن العائلي للشهيد، وأُلقيت عليه النظرة الأخيرة، وتعالت الزغاريد واختلطت بدموع الفراق، الفراق الذي أراده اسماعيل الابن أن يكون العناق الأخير لوالدته الليلة التي سبقت الفاجعة، وكأن اسماعيل أحس بساعة الرحيل. إسماعيل هذا الرقيب الذي التحق بصفوف الجيش الوطني منذ 5 سنوات بإحدى ثُكنات تندوف بكته عين بوسيف بسكانها وودعته بمراسيم الشهيد، بحضور السلطات العسكرية والمدنية، وهو يحمل على الأكتاف إلى مقبرة اولاد عبد الوهاب بالكاف الأخضر، هذا العرين التاريخي الذي احتضن بالأمس المجاهدين إبان الثورة ومسقط رأسه عائلة ابراهيمي الذي احتضن من جديد جسد البطل اسماعيل، وأصرت العائلة أن يدفن ابنها ويعانق تربتها الطاهرة التي تربى وترعرع بها. وقفات تضامنية مع شهداء الطائرة وفي العديد من الولايات، نظم أمس أفراد التعبئة الجزئية لفترة ما بين 95/99 وقفات تضامنية مع ضحايا سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك أمام القطاعات العملية العسكرية. ففي تيبازة تجمع أفراد التعبئة أمام مقر القطاع العملياتي العسكري، ونظموا وقفة تضامنية مع الضحايا، ورفعوا يافطة كُتب عليها ”وقفة لأجل شهداء الواجب الوطني.. نقاسمكم آلامكم وأحزانكم”. وسلّم المنسق الولائي للهيئة بلعاليا البشير رسالة تعزية ومواساة لقائد القطاع العملياتي، ومنه إلى المؤسسة العسكرية وضحايا حادثة سقوط الطائرة العسكرية. وصرح بأن ”وقفة تيبازة ليست الوحيدة، فقد خرج أفراد التعبئة بولايات أخرى في نفس الإطار ونظموا وقفات تضامنية مع ضحايا الحادثة وعائلاتهم والجزائر ككل في مأساتها هذه، منها ولايات تيزي وزو وعين تموشنت والجلفة”. وأضاف العضو بخلية الإعلام والاتصال للهيئة أن ”هذه المبادرة هي للتأكيد مرة أخرى أن أفراد التعبئة جزء لا يتجزأ من المؤسسة العسكرية التي قدمت ولا تزال تقدم قوافل من الشهداء”، مشيرا إلى أن هذه الفئة عبر كامل التراب الوطني تقاسم أهالي الضحايا آلامهم وأحزانهم.