استدعت إيطاليا السفير الفرنسي لديها إثر الخلاف حول سفينة المهاجرين "أكواريوس"، وعقب تصريحات باريس حول رفض روما استقبال سفينة المهاجرين، معتبرة خطوتها موقفا "معيبا وغير مسؤول". وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء الماضي، بالموقف "المعيب وغير المسؤول للحكومة الإيطالية" بعد رفضها استقبال سفينة اللاجئين. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو: "ماكرون حرص على التذكير بالقانون البحري الذي يعتبر أنه في حال الاستغاثة، فإن الشاطئ الأقرب هو الذي يتحمل مسؤولية الاستقبال"، لافتا إلى أنه لو كانت السفينة أقرب إلى الشواطئ الفرنسية لكان على باريس استقبالها. من جهتها، أكدت الحكومة الإيطالية أن "روما ترفض تلقي الدروس المنافقة من بلد مثل فرنسا"، التي تفضل إشاحة النظر عن مشكلة الهجرة. وقررت إسبانيا استقبال السفينة "أكواريوس" باللاجئين الذين كانوا على متنها بعد رفض إيطاليا ومالطا استقبالها. واستمرارا للتصعيد بين البلدين، ألغى وزير الاقتصاد الإيطالي جيوفاني تريا لقاء كان مقررا في باريس مع نظيره الفرنسي برونو لومير الذي أسف لهذا القرار. وقال لومير: "الزيارة ألغيت بطلب من الإيطاليين، ونأسف لذلك"، مؤكدا أنه "كانت لديه الكثير من القضايا التي تتطلب بحثها مع تريا وخصوصا قبل القمة الأوروبية المزمعة نهاية يونيو الجاري". وكانت روما هددت بإلغاء الاجتماع بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي، المقرر الجمعة في العاصمة الفرنسية. وواجهت الحكومة الجديدة في إيطاليا انتقادات حادة الثلاثاء من جيرانها الأوروبيين بعد أن رفضت استقبال سفينة المهاجرين التي تسيّرها منظمة "اس او اس المتوسط" الفرنسية وكانت تحمل 629 مهاجرا معظمهم أفارقة. وبموجب القواعد الأوروبية، يجب أن يتقدم المهاجرون بطلب اللجوء في أول دولة أوروبية يصلون إليها، الأمر الذي عرض اليونان وإيطاليا لضغوط شديدة، وهما نقطتا وصول مئات آلاف الفارين من الحرب والفقر والمجاعة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا منذ 2015.