حدث اختراع محطات إنتاج الماء فائق الصفاء للشركة الألمانية الناشئة “ايف كون”، أحد فروع “سيفيتال” بألمانيا، ضجّة في معرض الابتكار في فرنكفورت، خاصّة أنّ فائق الصفاء هذا يُمكن استعماله في عدة قطاعات، على غرار: الصناعة الصيدلانية، أشباه المواصلات، الصناعة الغذائية وحتى الماء المُوجَه للرّياضيين والمصنوع للفئات الخاصّة: الرّضع، الحوامل، المرضى وغيرهم، وهو ما أثار اهتمام كبرى الشركات الصناعية، ليس من ألمانيا فقط، ولكن من كل بلدان العالم، على غرار العملاق الألماني “بوش” و”سيمانس”. لاقى جناح “ايف كون- سيفيتال” منذ أوّل أيام المعرض الدولي للابتكار “آشيما” في فرنكفورت ألمانيا زيارة المهتمين بأحدث التكنولوجيات من المهنيين والإعلاميين وممثلي الشركات ومن طرف أهم الشركات الكبرى وحتى المُنافسة منها في المجال، لتمكينها من إقامة شراكات مع “سيفيتال” لاستغلال المنتوج أو شرائه واِستعماله في مختلف المجالات. وعليه، فإنّ المنتوج الذي اخترعه المبتكر الألماني “والفغونغ هاينتز”، وتشرف عليه الشركة الألمانية “ايف كون” وهي أحد فروع “سيفيتال” بألمانيا، عبارة عن محطة لتصفية الماء ولكن بتقنية تجعله أكثر صفاء من ذلك المنتج حاليا بعشر مرّات، وليس هذا فحسب، ولكن بأقل تكلفة وفي أقصر وقت. ومن الناحية التقنية، فإنّ الفرق بين المحطة الجديدة المبتكرة والمحطات القديمة أنّ محطة “ايف كون-سيفيتال” تستعمل فيها مرحلة واحدة للحُصول على ماء فائق الصفاء مقابل 5 مراحل تستعمل في التقنية القديمة، بفضل تكنولوجيات متطورة. الطاقة للحصول على نوعية مياه أحسن، ما يمثل بعدها الاقتصادي الهام ومن حيث النوعية، فإنّ الماء المستخرج عبر تقنية “ايف كون- سيفيتال” يعتبر أحسن من الماء المنتج بالتقنية المستعملة حاليا بفارق يصل إلى عشر مرات من عدة نواح: عازلية الماء، قياس الكربون العضوي الكلي، نسبة عدم التلوث الموجودة في البكتيريا، أو حجم البكتيريا الموجودة في الماء والتي يجب أن تقترب أكثر من نسبة الصفر، وهي المعايير التي أثبتها مخبر كبير، حيث تختلف نسبة تفوق كل معيار عن التقنية القديمة بين 3 و10 مرات. كما تمكن المحطة، وبنفس الأغشية ولكن باختلاف أحجامها، من إنتاج ماء فائق الصفاء موجه للرياضيين لرفع كفاءتهم، عبر تطعيمه بمعادن (المغنيزيوم، الكالسيوم، البوتاسيوم، وحتى فيتامينات مختلفة: ب 6 وب12)، ويمكن بالتقنية نفسها إنتاج ماء موجه للفئات الخاصّة، كالحوامل والرضع، عبر تطعيمه بالكالسيوم أو غيرها مما تحتاجه كل فئة. وقال مخترع التقنية والمدير العام لشركة “ايف كون”، وولفغنغ هينزل، إنّ تفضيل مجمع “سيفيتال” تبني هذه التقنية جاء لأنّ تجسيدها لا يحتاج إلى الأموال فقط، ولكن لمن يُؤمن بها ويُطورها، ويُوصلها إلى الأهداف المرجوة منها، وهو ما فعله اسعد ربراب الذي ضمن استقرار الشَركة ونجاحها. ويُضيف المتحدث أن مدير مجمع “سيفيتال” مقتنع بأنّ هذا الابتكار من شأنه أن يجعل العالم أفضل. كبرى الشركات العالمية تزور جناح “ايف كون-سيفيتال” رغم تواجد 2700 عارض للشركات المصنعة للمواد الكيميائية والصيدلانية والغذائية في “آشيما” 2018، إلا أن اختراع محطات الماء فائق الصفاء ل”ايف كون-سيفيتال” لاقى إقبال أكبر الشركات، فضلا عن المهتمين بالتكنولوجيات الحديثة، خاصّة تلك التي تساهم في تطوير وتقدم البشرية، على غرار “بوش” في الصناعة الصيدلانية و”سيمانس” في تحلية مياه البحر، وهذا رغم تفضيل “ايف كون” التعامل مع “سيفيتال” في بداية إطلاق المشروع عوضا عنهما، حيث جاء ممثلوهما وممثلو غيرهما من الشركات العالمية للبحث عن شراكات مع “سيفيتال” لاستغلال التقنية الحديثة.