أقدمت أمس مجموعة من البطالين من حي بني ثور بورقلة، في أجواء مشحونة، على تخديش أجسادهم وغلق الطريق العام الذي يربط الحي ذاته بوسط المدينة، بينما تم نقل أحد المحتجين إلى المستشفى متأثرا بجروحه، في حين تدخلت مصالح الأمن التي لا يبعد مقرها عن موقع الاحتجاج إلا بأمتار قليلة، وضربت طوقا أمنيا وظلت تراقب الوضع من بعيد. انفجر الوضع في ملف التشغيل من جديد، بلجوء عدد من البطالين من حي بني ثور في ورقلة، على جرح أجسادهم للمطالبة بالشغل وكذا غلق الطريق العام ونصب خيمة ثبتوا عليها شعارات منها "ضيّعت شبابنا يا والي ورقلة" و"نريد حقوقنا المهضومة"، فيما نقل أحد الشباب يدعى "ع.ب"، 24 سنة، إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاج بعد تعرضه لمضاعفات بسبب الجروح التي أحدثها في جسده أثناء محاولة مصالح الأمن فضّ الاحتجاج. وحمّل المحتجون السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية ومسؤولي ملف التشغيل، أي عواقب وخيمة قد يتعرض لها زميلهم، مشيرين إلى أنهم تعرضوا ل"الحقرة" والتهميش من طرف القائمين على ملف اليد العاملة، الأمر الذي دفعهم إلى انتهاج خيار التصعيد والخروج إلى الشارع، ورفض الغاضبون إنهاء احتجاجهم ما لم يتكفل المسؤولون عاجلا بمطالبهم. وقال المحتجون في تصريح ل"الخبر"، إن مطالبهم لا تتعدى استفادتهم من مناصب شغل بالشركات البترولية. كما انتقد المتحدثون ما سموه "ذر الرماد في العيون" عندما عمد رئيس ديوان والي الولاية ورئيس الوكالة المحلية للتشغيل، يقولون، إلى استقبالهم في يوم عطلة نهاية الأسبوع وهو اللقاء الذي وصفوه ب"غير المجدي" ولم يخرج بأي نتائج إيجابية، وطالب هؤلاء في نفس السياق بالتحقيق فيما أسموه بالتلاعب الحاصل في تصريف عروض العمل بوكالات التشغيل، معتبرين أن المناصب باتت تخضع للمحسوبية والبزنسة. من جهته، رئيس الوكالة الولائية للتشغيل بورقلة عادل بوشوشة، أكد في اتصال مع "الخبر"، أنه تم استقبال البطالين المحتجين بمعية المدير الولائي للتشغيل ومندوب الأمن بالولاية وذلك في اجتماع طارئ دعا إليه والي الولاية في أعقاب التوتر المسجل. وأضاف المسؤول ذاته بالقول إن "البطالين المحتجين استلمنا مطالبهم في اجتماع رسمي وقد عرضنا عليهم شركات وطنية معينة ولكنهم اشترطوا التوظيف بالمؤسسات الكبرى كالأشغال في الآبار والخدمات في الآبار والتنقيب وهي الشركات التي تنعدم حاليا عروضها". وأوضح المتحدث أنه "تقرر التكفل بانشغالات المحتجين في إطار القانون وفقا للتخصصات المهنية التي يحوزون عليها وهذا بالتنسيق مع الوكالة المحلية التابعين لها". ومعلوم أن احتجاجات طالبي العمل في ورقلة، باتت من المشاهد المألوفة في الشارع المحلي، إذ لا تزال تراكمات هذا الملف تثير القلاقل في صفوف البطالين، أحيانا تكون عادية وأحيانا أخرى أكثر حدة وتصل إلى حل التهديد بالانتحار وحجز الشاحنات والتلويح بنفسها.