صحيح أن الوزير الأول لا يحق له أن يتحدث عن مسائل الحكومة من مكتبه في حزب الأرندي، لأن ذلك فيه خلط للوظائف، خاصة وأن المعني لم يصل إلى هذا المنصب بالانتخاب وإنما تولاه بالتعيين! وأخلاقيا لا يجوز هذا الخلط. لكن المزعج أكثر في الموضوع هو حديث أويحيى عن مظاهرات الجلفة وورڤلة ووصفها بالشغب وأن القائمين بها يستحقون السجن؟! الإزعاج الأول في كلام أويحيى أن سكان الجلفة رفضوا عزاء الحكومة في وفاة فقيدهم بن شريف... هذا العزاء المتأخر والذي رأوا فيه أنه عزاء مشبوه... فهل من يرفض العزاء يستحق السجن؟! هذه بدعة جديدة في نظامنا القانوني التأسيسي؟! والإزعاج الثاني في هذا القول هو أن سكان ورڤلة البطالين احتجوا على إزعاجهم بأغاني الراي الهابطة وهم نيام في بطالتهم... أي أن هؤلاء البطالين يتعذبون في النهار بالبطالة ويتعذبون في الليل بالصخب المسمى غناء، وثمنه يدفع بالعملة الصعبة لأشباه الفنانين في بعض الأحيان! لكن المؤسف في حديث أويحيى قوله إن دائرة تأييد العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة تتسع... وفي نفس الوقت يقول “إن الرئيس بوتفليقة ليس من النوع الذي يستجيب للضغوط”؟! لسنا ندري لماذا إذن يقوم الأفالان والأرندي بالحشد لتأييد العهدة الخامسة مادام الرئيس لا يخضع للضغوط؟! ثم هل يعي أويحيى ما يقول عندما يتحدث عن عهدة خامسة والدستور الذي ساهم هو في تحريره يمنع عهدة ثانية... أم أن الرئيس أيضا، حسب سي أحمد، لا يخضع لضغوط الدستور؟! لو كان سي أحمد صادقا فيما يقول، لقال للناس إن الحشد الحزبي الذي يقوم هو وولد عباس بجمعه، لا يتعلق بعهدة جديدة للرئيس، بقدر ما يتعلق بتحضير الساحة شبه السياسية لتأييد بديل يقترحه الرئيس على هؤلاء بعد الاعتذار... تماما مثلما حدث سنة 1994 عندما اجتمعت الندوة الوطنية في قصر الأمم لتعيين وتأييد تنصيب بوتفليقة رئيسا للدولة خلفا للمجلس الأعلى للدولة... وعندما اعتذر عن ذلك قامت الندوة نفسها بتأييد تنصيب زروال مكانه؟! هل السلطة أصبحت فعلا عاجزة حتى عن إخراج مسرحية جديدة... ولذلك تقوم بإعادة إنتاج المسرحيات القديمة وبتمثيل من نفس الوجوه... ونفس الكومبارس؟! إنني فعلا تعبان وتعبي أكثر من تعب السلطة هذه الأيام؟! [email protected]