أفاد مصدر قضائي بأن الألوية الخمسة والعقيد، المتابعين من طرف القضاء العسكري بتهم فساد، غادروا أمس السجن العسكري بالبليدة، في إطار إفراج. غير أن قاضي التحقيق أمر بوضعهم تحت الرقابة القضائية مع الاحتفاظ بالتهم ضدهم، في انتظار تحديد تاريخ محاكمتهم. قال المصدر القضائي ل”الخبر”، إن الألوية مناد نوبة، قائد سلاح الدرك سابقا، وحبيب شنتوف القائد السابق للناحية العسكرية الأولى سابقا، سعيد باي قائد الناحية الثانية السابق، وعبد الرزاق شريف قائد الناحية العسكرية الرابعة سابقا، وبوجمعة بودواور المدير السابق للمصالح المالية بوزارة الدفاع الوطني، زيادة على ضابط برتبة عقيد بجهاز الأمن بوهران، تم الإفراج عنهم أمس مؤقتا وهو إجراء قانوني معمول به أثناء المتابعات القضائية. ورجّح المصدر بأن التطورات الجديدة في ملف “الألوية المساجين”، جاءت بناء على قرار من غرفة الاتهام لدى مجلس الاستئناف العكسري، وهو هيكل جديد جاءت به المراجعة الأخيرة لقانون القضاء العسكري (29 جويلية 2018) الذي يتيح للعسكريين التقاضي على درجتين، كما هو الحال في القضاء المدني. غير أن مجالس الاستئناف العسكري لم يعلن عن إطلاقها بشكل رسمي، وفي حالة الإفراج عن الضباط المتهمين، لا يمكن قانونا لأي جهة أن تأمر بهذا الإجراء ما عدا الآلية الجديدة التي أتت بها مراجعة القانون المذكور. ولا مجال في هذه الحالة، لعفو رئاسي الذي يكون بعد حكم قضائي نهائي. وأكد نفس المصدر أن الإفراج عن الستة هو نتيجة طبيعية لاستئناف أمر إيداع الحبس المؤقت، الذي تقدم به المعنيون أنفسهم لقاضي التحقيق من داخل السجن. ولم يستبعد المصدر تدخل جهة سياسية عليا لإخلاء سبيل الضباط المحبوسين منذ أسبوعين، لم يمكنوا من توكيل محامين لمتابعة القضية، ما أثار حفيظة عائلاتهم التي أظهرت رغبة في تأسيس عدد كبير من المحامين. وأبقى قاضي التحقيق، حسب نفس المصدر، على نفس التهم التي وجهها لهم أثناء سماعهم لأول مرة، وتتلخص في”الثراء غير المشروع” و”استغلال الوظيفة السامية بغرض التربّح غير القانوني”. غير أن الوقائع المرتبطة بالتهم تظل مجهولة، لكن ما هو متداول في محيط الضباط العساكر الستة، أن المتابعة متصلة بما يعرف “قناطير الكوكايين” التي حجزها خفر السواحل بوهران، نهاية ماي الماضي، وهي تابعة لكمال شيخي الشهير ب”البوشي”، الذي يوجد في السجن برفقة شقيقيه وشريك له في المؤسسة العقارية التي يديرها. وبحسب عناصر القضية القليلة المتوفرة، تورط المتابعون الستة في توظيف النفوذ الذي أتاحته لهم وظائفهم ومواقعهم الهامة، بتقديم تسهيلات ل”البوشي”، تتعلق بصفقات عقارية ضخمة مقابل رشى وعمولات غير قانونية. يشار إلى أن حوالي 20 شخصا متواجدون في الحبس المؤقت في إطار ملف المخدرات الصلبة وتشعباته.