قال الخبير في العقار والهندسة المالية عبد الرحمان بن يمينة، بأن الجزائر ارتكبت خطأ إستراتيجيا في النظرة الاقتصادية للعقار المبني وغير المبني ما تسبب في حدوث مخاطر كبرى. وأوضح بن يمينة، للإذاعة الجزائرية، اليوم الخميس، بأن الجزائر سنت قانون تهيئة الإقليم 2010/02 يمثل إستراتيجية لمدة 20 سنة ويتم تحيينه كل 5 سنوات ويشكل منظورا اقتصاديا كاملا على أنحاء الوطن وفي كل المجالات. وعبر، عبد الرحمان بن يمينة عن أسفه لما حدث، حيث قال "إننا لم نُقم علاقة صداقة مع الماء ليتحول بسبب ذلك إلى عدو لنا، وبسبب أيضا غياب مهنة جغرافية السيول" التي تمكننا من فهم طبيعة الماء وكيف يمر عبر الوديان، لذلك عدم ممارسة هذه المهنة وعدم فهم طبيعة السيول والطبيعة الجغرافية أدى بنا للسماح بالبناء على حافة الوديان التي تعتبر جريمة حقيقية لأن البناء في هذه الأماكن تعني تضييق لممر الوديان. وإذا مسسنا بهذا الممر والأراضي الشاغرة التي تمتص المياه وتمنع فيضان الوديان، في هذه الحال فإن الماء لن يكون صديقا بل عدوا لنا مثلما حدث في فيضانات باب الوادي. وأكد المتحدث عن خطر الفيضانات الذي يتهدد الجزائر، أن "الشبهة التي وقعنا فيها هي أننا لم نحضر الأدوات الاقتصادية للتهيئة بالمنظور الاقتصادي للعقار، وارتكبنا أخطاء جسيمة في التسرع في إنجاز البنى التحتية والأشغال وحتى في بناء المساكن المرخصة"، مضيفا أن "التسرع في إنجاز المشاريع خصوصا في التهيئة العمرانية يجمد التخصص".