عقد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي اليوم الجمعة اجتماعا لمجلس الوزراء هو الأول من نوعه منذ تسلمه منصب الرئاسة في يناير 2015 ، للمصادقة على مشروع قانون المساواة في الميراث بين النساء والرجال. وأفاد بيان للرئاسة التونسية أن " مجلس الوزراء صادق على مشروع القانون الأساسي المتعلق بإتمام مجلة الأحوال الشخصية، يتعلق بإتمام الكتاب التاسع من مجلة الأحوال الشخصية بباب سابع مكرر تحت عنوان أحكام تتعلق بالتساوي في الميراث ". وأكد البيان أن الرئيس السبسي قدم مشروع القانون الجديد المتعلق بالمساواة في الميراث في إطار "مبادرة تشريعية رئاسية " ، وبعد المصادقة على مشروع القانون، قرر الرئيس السبسي إحالته على مجلس النواب لمناقشته والمصادقة عليه. وباقرار الرئيس السبسي مشروع قانون المساواة في الميراث ، يكون الرئيس التونسي قد أوفى للنساء التونسيات بأبرز وعوده الانتخابية التي قدمها لهن في انتخابات الرئاسة في ديسمبر 2014 ، لكنه يستهدف أيضا إحراج حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية، بعد فك التوافق السياسي بينه وبين رئيس الحركة راشد الغنوشي قبل أشهر ، ووضع الحركة في مواجهة مع القوى الحداثية والديمقراطية، من جهة، ومحاولة ضرب التحالف السياسي الذي يجمع الحركة في الوقت الحالي في الحكومة الجديدة مع كتل سياسية ديمقراطية لا تشاطر مواقف النهضة بشان قضايا المرأة. وكانت حركة النهضة قد أعلنت عن مواقف لينة بشأن مشروع مسودة قانون المساواة ، لكن مجلس شورى حركة النهضة شدد من موقفه في سبتمبر الماضي ، ودعا إلى تعديلات في النص المقترح، وتحوز حركة النهضة على الأريحية النيابية في حال قررت تعطيل المصادقة على مسودة القانون المقترح. وكانت لجنة الحقوق والحريات الشخصية التي شكلها الرئيس السبسي في أوت 2017 ، قد قدمت مشروع خلاصة له في أوت الماضي ، تضمن سلسلة تعديلات على القوانين الخاصة بالمرأة والأسرة والحريات الشخصية . وإضافة إلى المساواة في الميراث بين الرجال والنساء ، يقترح القانون إلغاء الولي في الزواج بالنسبة للمرأة ، وتمكينها من الزواج من الأجنبي غير مسلم دون إجبار الزوج غير مسلم على إعلان إسلامه.