في خضم الجدل السياسي المتصاعد بشأن تأجيل الرئاسيات، أوضحت افتتاحية جريدة "المجاهد"، التي عادة ما تعبر عن موقف حكومي أو رسمي، أن الرئاسيات ستجرى في موعدها المحدد، وبأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يعلن موقفه من الترشح، فقط لأنه قدر بأن الوقت لم يحن بعد لذلك. جاءت افتتاحية جريدة "المجاهد" العمومية، لترد بشكل صريح على دعوات تأجيل الانتخابات، كما لو أنها تمهد لإعلان موقف رسمي قادم رافض تماما لهذه الفكرة. وأبرزت أن "الخطاب الرسمي، الذي تمثله الأغلبية الرئاسية، يتميز بوضوح تام، بخصوص الاستحقاق المقبل". وأضافت: "الانتخابات الرئاسية ستجرى كما هو مقرر في أفريل المقبل. ورئيس الدولة، الذي ستنتهي عهدته في هذا التاريخ، قد تمت دعوته لإكمال مهمته، وبالتالي أن يكون المرشح لأهم التشكيلات السياسية والنقابات ومنظمات أرباب العمل والمنظمات الجمعوية". وفي ظل غياب المعلومة الرسمية التي تقطع الشك باليقين حيال العهدة الخامسة، ذكرت الافتتاحية أن "الرئيس إذا كان لم يقدم إجابته لدعاة ترشحه إلى الآن بسبب تقديره بأن الوقت ما زال مبكرا، فإنه في المقابل، لم يتجاهل الموعد الانتخابي الذي يعني بالنسبة له احترام سيادة الشعب الجزائري، وبالتالي فإن الصندوق هو الوحيد الذي بإمكانه أن يفصل في هذه المنافسة التعددية". وعلى هذا الأساس، تابعت الافتتاحية أن أنصار الرئيس، ممثلين في التحالف الرئاسي الذي يتكون من 4 تشكيلات سياسية كبرى أو الجبهة الوطنية للأحزاب الرئاسية التي تشكلت مؤخرا، تحضر لهذا الموعد وتقوم بالتعبئة. واللافت أن الافتتاحية لم تستثن تجمع أمل الجزائر (تاج) الذي يقوده عمار غول من أحزاب الأغلبية الرئاسية الملتزمة بالموعد الرئاسي، رغم أنه أطلق مبادرة ذكر بأنها من الأهمية بحيث يمكن تأخير الرئاسيات من أجل تحقيقها. وورد في الافتتاحية ما يشير إلى أن مبادرة غول "الندوة الوطنية للإجماع الوطني من أجل بناء جزائر جديدة"، تندرج في إطار التحضير للرئاسيات الذي يتم على مستويين، هما: أولا، وضع حصيلة لإنجازات الرئيس وثانيا: بناء جبهة داخلية قوية تضمن "الإجماع" الواسع. وذكّرت افتتاحية جريدة "المجاهد" بأن مبادرة إنشاء هذه الجبهة تعود للرئيس نفسه الذي دعا إليه في الذكرى 62 لاندلاع الثورة التحريرية، واعتبرت أن "الهدف من كل ذلك هو تحصين الجزائر من المخاطر الخارجية ومواجهة المناورات السياسوية الداخلية"، وهو نفس منطق رئيس حزب "تاج". بالمقابل، هاجمت الافتتاحية بشكل مباشر حركة مجتمع السلم التي دعا رئيسها عبد الرزاق مقري إلى تأجيل الانتخابات، بعد أن أشارت إلى أن "احترام المواعيد الانتخابية يمثل قاعدة للقيم الديمقراطية، ويعطي وضوحا كبيرا للعملية السياسية". وقالت إنه "إذا أرادت أطراف أن تبث افتراضات تسوقها على أساس أنها حقائق، فإن ذلك يدخل في إطار استراتيجية زرع الارتباك، ولا يمثل إلا تسويقا رديئا يفضح فقدانا كبيرا للثقة في النفس". وبغض النظر عما إذا كانت هذه الافتتاحية اجتهادا من الجريدة أو توجيها من جهة رسمية، فإن الأفكار التي طرحتها تظهر أن مشروع العهدة الخامسة لا يزال مطروحا بقوة عند أنصار الرئيس، عكس التحاليل السياسية التي تشير إلى أن هذا الاحتمال بات ضعيفا جدا.