انتقدت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، بيان وزارة الدفاع الوطني الأخير الذي حمل نبرة متشددة ضد كتابات الضباط المتقاعدين في الصحافة. وأوضحت موقفها الرافض لطرد اللاجئين العرب الذين دخلوا إلى الجزائر على حدودها الجنوبية. وسخرت من عمار غول رئيس حزب تاج بسبب إعلاناته المتكررة التي لم تصدق حول الرئاسيات. توقفت لويزة حنون، في اجتماع أعضاء اللجنة المركزية المنتمين لولايات الوسط، أمس، بالعاصمة، عند بيان وزارة الدفاع الوطني الأخير. وقالت بشكل مقتضب، إن "إقحام الجيش الشعبي الوطني في النقاش السياسي عبر البيان الصادر عن وزارة الدفاع لن يجلب لبلادنا سوى المزيد من الغموض والتشنجات التي هي بالأساس خانقة". وجاء كلام حنون في معرض حديثها عن حصيلة سنة 2018، بسلبياتها وإيجابياتها. والمعروف أن بيان الجيش الأخير، توعّد الضباط السابقين الذين يتحدثون في الصحافة بالملاحقة القضائية، واتهمهم بأنهم يعملون لصالح دوائر ضيقة وجهات مشبوهة لمحاولة توجيه قيادة الجيش للتدخل في الرئاسيات. وفي موضوع الانتخابات، أبرزت الأمينة العامة لحزب العمال، أن حزبها ينتظر اتضاح الصورة بعد استدعاء الهيئة الناخبة ووضع حد للتأويلات والتسمم الإخباري الحاصل حتى يبدي موقفه. وتحدثت حنون بسخرية عن عمار غول دون أن تذكره بالاسم، فقالت إن "تصريحات الهاتف الإلهي الذي تحدث في 1 جانفي لا يمكنها أن تبدد الشكوك". وكان غول قد تحدث في ندوة صحفية أخيرة، عن أنه لم يتحدث أبدا عن أن الانتخابات لن تجرى في موعدها، مخالفا الانطباع الذي أعطاه في الأسبوعين الأخيرين، من خلال تحركه الكثيف لعقد ندوة الإجماع الوطني التي قال إنها أهم من الانتخابات الرئاسية. من جانب آخر، شككت حنون في رواية السلطات الجزائرية التي بررت بها طرد لاجئين سوريين وفلسطينيين ويمنيين إلى النيجر بعد أن دخلوا الأراضي الجزائرية من الجنوب. وقالت إن هؤلاء اللاجئين إن كانوا يشكّلون فعلا خطرا أمنيا على البلاد، فلم لا تتم محاكمتهم وسجنهم كغيرهم من الأجانب المسجونين في الجزائر على خلفية قضايا الإرهاب. وما يدعو للاستغراب في هذه القضية، وفق حديثها، أن يتم ترحيل اللاجئين إلى النيجر في حين يفترض أن تتم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية في حال لم يتم استقبالهم. وضمّت الأمينة العامة للعمال، صوتها لمساندي رجل الأعمال يسعد ربراب، في موضوع المضايقات التي يقول إنه يعاني منها مع السلطات. وقالت دون أن تذكر رجل الأعمال بالاسم، إن "وقف استثمارات شخص معين في بجاية له إسقاطات على مستثمراته في سطيفوبجاية وولايات أخرى، مما يمهّد بزج آلاف العمال إلى البطالة". وأوضحت أن ما يتعرض له هذا المستثمر هو بمثابة "إبعاد قسري" وأنه "أخذ منحى سياسي خطير يهدد سلامة البلاد". وانتهت إلى أن "هذه المغامرة يجب أن تتوقف". وساندت كذلك، بقوة، كل الحركات الاحتجاجية والإضرابات التي ميزت سنة 2018، كونها تعيد الأمل في الحفاظ على المكاسب المحققة. وبعد أن هاجمت "التفسخ الحاصل في مؤسسات الدولة"، وما شهدته انتخابات مجلس الأمة من "استشراء للمال الوسخ والعنف السياسي"، قالت حنون إن الحل الوحيد الممكن، سواء تم تنظيم الانتخابات الرئاسية أو لا، هو انتخاب جمعية تأسيسية تعيد للشعب مصيره بيده ليكون "الحارس والفارس".