البلاد -عبد الله نادور - جددت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، تمسكها بمبادرة حزبها المتمثلة في الدعوة إلى استدعاء انتخاب مجلس وطني تأسيسي، باعتباره "المخرج الديمقراطي الحقيقي". في حين انتقدت حنون بيان وزارة الدفاع الأخير باعتباره "إقحاما للجيش في النقاش السياسي"، معربة عن استيائها من تعامل السلطات الجزائرية مع "اللاجئين" الذين تم إبعادهم إلى الحدود مع دولة النيجر. شددت لويزة حنون، أمس السبت، لدى افتتاحها اللقاء مع قيادات ولايات الوسط، تحضيرا لعقد دورة اللجنة المركزية خلال شهر يناير الجاري، على أن المجلس التأسيسي يعد "المخرج الديمقراطي الحقيقي" لما تعيشه البلاد من "انسداد"، معتبرة أن "كل يوم يمر أزمة النظام القائم تتفاقم أكثر"، داعية إلى "إحداث القطيعة مع النظام"، مشيرة بطريقة غير مباشرة إلى المبادرات المطروحة في الساحة السياسية حيث قالت "المخرج وليس ترقيع النظام". وقالت حنون إن الجزائر "تعيش أزمة سياسية وليس أزمة مالية ولا أزمة رجال".
انتقدت حنون، وبشدة، ما اعتبرته "إقحام الجيش في النقاش السياسي" وذلك "عبر البيان الصادر عن وزارة الدفاع الوطني"، الذي حسبها "لم يجلب للبلاد سوى المزيد من الغموض والتشنجات". وفيما يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية (الحرڤة)، رفضت حنون "إقحام الجيش في عملية الحرڤة بمشاركته في العمليات البحرية". كما قالت إنه "لا يمكن لخطب الجمعة أن توقف هذه المأساة"، مؤكدة أن "إحداث القطيعة" مع الأسباب الحقيقية هو الحل. وفي هذا السياق تساءلت المتحدثة عما جرى بالتحديد في الجنوب مع الحدود النيجيرية، بخصوص قضية "اللاجئين" السوريين والفلسطينيين واليمنيين، في نبرة تحمل التشكيك في تصريحات مسؤول الداخلية والجماعات المحلية، واصفة القضية ب«الغامضة"، مصرة على وصفهم ب«اللاجئين"، وتساءلت "إذا كانوا يشكلون خطرا على البلاد لماذا لا تحاكمهم العدالة الجزائرية؟ وتسجنهم أو تسلمهم لبلدانهم الأصلية؟ لماذا طردوا إلى النيجر وهم ليسوا نيجيريين؟" محذرة من "استغلال هذا الملف من طرف المنظمات غير الحكومية للضغط على الجزائر. وعلى الصعيد الاقتصادي، استغربت حنون وجود "التناقضات في أعلى هرم الدولة"، من خلال ما تعتبره "انعداما كليا للبوصلة في الميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي"، حيث "باتت السلطات عاجزة عن تنظيم النشاط الاقتصادي"، كما أن "اللاعقاب يسود عندما يتعلق الأمر بمسؤولين كبار في الدولة كشكيب خليل". وفي هذا السياق، دافعت حنون على رجل الأعمال إسعد ربراب دون ذكر اسمه حيث قالت إن "وقف استثمارت شخص معين في بجاية، له إسقاطات على مستثمراته في سطيفوبجاية وولايات أخرى"، مضيفة "هذا يمهد بزج آلاف العمال في البطالة"، وأشارت إلى أن ما يتعرض له هذا المستثمر بمثابة "إبعاد قسري" وأنه "أخذ منحى سياسيا خطيرا يهدد سلامة البلاد". وأضافت "فلتتوقف هذه المغامرة". وفي الشق السياسي، انتقد حنون رئيس حزب "تاج" قائلة "الأفق السياسي ما يزال منغلقا ولايزال التسمم يتزايد وهذا يزيد من حدة الضيق". وأضافت "لا يمكن لتصريحات الهاتف التي كانت في الفاتح يناير أن تبدد الشكوك". غير أنه حسبها هذه الوضعية لا يمكن أن تدون وتتجاوز الشهر الجاري باستدعاء الهيئة الناخبة "وتضع حدا للتسمم وتتضح الصورة".