أكّد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أنّ "الفكر الإرهابي لم يقم على قوّة عسكرية بل على أيديولوجية متطرفة، استغلت المشاعر الدّينية غير المحصّنة فكان من أثر شرورها ومجازفاتها من إساءة خاطئة للإسلام والمسلمين". وكشف الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، في فتتاح المؤتمر الدولي حول "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة"، وإعلان "وثيقة مكةالمكرمة" الّذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، اليوم، عن "حصر أكثر من 800 مادة لجماعة إرهابية واحدة أرسلتها عبر مئات الآلاف من الرسائل تلقاها كلّ مستهدف بها عبر وسائل التواصل والاتصال"، معتبرًا أنّه "مع ضعفها كما هو حال بنيان التطرف والإرهاب إلّا أنها ستكون خطرة عندما تصادف عقولًا غضة لا تملك سوى العاطفة الدّينية المجرّدة عن الوعي في ظلّ فراغ ملموس في الاضطلاع بواجب التحصين المتكامل حول العالم في سنين مضت، وحاجة المجتمعات المسلمة في البلدان غير المسلمة لهذا أكثر من غيرها". وفي ذات السياق، تساءل العيسى "كيف نشأ هذا الفكر؟ ولماذا تمدَّد وانتشر؟ وما سبب تحميل الإسلام ضلاله؟"، مشيرًا إلى أنّه "لم تُحمَّل ديانات أخرى تبعة الممارسات المتطرفة والإرهابية لبعض المحسوبين عليها". ودعا أمين عام رابطة العالم الإسلامي إلى "فك الارتباط بين الاحتياط والتشدّد وبين ما يوصف بأنّه تشدّد محسوب بالاجتهاد الخاطئ على الفقه الإسلامي وبين التطرف الفكري". يذكر أنّ المؤتمر العالمي "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسُّنّة"، واللّقاء التاريخي لإعلان "وثيقة مكةالمكرمة"، افتتحه اليوم، أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وحضره حشد كبير من الرؤساء والوزراء والعلماء والمفتين وكبار مسؤولي ومفكري العالم الإسلامي، كوزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله.