دفعت وفاة الرئيس السابق محمد مرسي، في ظروف ما تزال تثير جدلا في الأوساط الإعلامية المحلية والدولية، السلطات المصرية إلى اتخاذ إجراءات أمنية جديدة، لم تكن في برنامجها على خلفية تخوفها من استغلال وفاة مرسي لإثارة الفوضى في البلاد، والتشويش على سير كأس أمم إفريقيا التي انطلقت أمس، وسط تقارير صحفية لم تخف احتمال خروج أنصار مرسي للتظاهر في الشوارع احتجاجا على وفاته. وتواجه مصر تحديا أمنيا منذ فترة طويلة، تتعلق بالإرهاب، الذي ما تزال تحاربه في سيناء، وفي كل مرة، يتم تسجيل ضحايا في صفوف عناصر الأمن المصري، كما أن كنائس مصر كانت عرضة لهجمات عديدة وخلفت عدة ضحايا في صفوف المصلين، قبل أن تتفاجأ مصر بحادثة وفاة مرسي في فترة حساسة تعرف فيها تنظيم كأس أمم إفريقيا واتهام السلطات المصرية، أنها وراء إغتيال الرئيس السابق، وتخشى مصر أن تعيش كابوسا جديدا بفعل احتجاجات المتعاطفين مع الراحل مرسي. وفي هذا الخصوص، أعلنت وزارة الداخلية، عن مجموعة من الإجراءات الأمنية، ما تعلق بتزويد المدرجات بكاميرات مراقبة لرصد كافة مظاهر الشغب أو الاحتكاك واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، كما تم إعداد عدة منافذ لتسهيل دخول وخروج الجماهير من خلال نقاط فرز وتفتيش عبر تلك المنافذ وحتى الوصول للمدرجات، ووضع خطة مرورية لاستخدام التحويلات والمحاور المرورية البديلة بمنطقة الإستاد عند الضرورة. وتم وضع علامات إرشادية بمنطقة ملعب القاهرة لإرشاد وإعلام الجماهير بأماكن الدخول وساحات الانتظار وطرق الوصول والخروج من وإلى المنطقة، إلى جانب الخدمات الأمنية المتواجدة والتي يمكن الاسترشاد من خلالها. وسيتم تنفيذ أحكام القانون بكل حسم وحزم، بحسب الصحافة المصرية، في مواجهة أي إخلال بالأمن والنظام وتجريم الدخول أو محاولة الدخول إلى مكان النشاط الرياضي دون حق أو كان محرزاً أو حائزاً ألعاباً نارية أو مواد حارقة أو قابلة للاشتعال أو الإتيان بأي أفعال تؤدى لأحداث شغب أو اعتداء على المنشآت. واستعدت أجهزة وزارة الداخلية بخطط أمنية شاملة تستهدف تأمين كافة فعاليات البطولة، منذ لحظة وصول الفرق المتنافسة والضيوف إلى أرض الوطن، حيث تم إنهاء إجراءات وصولهم في سهولة ويسر وسط ترحيب تام بهم، ومرافقة الحافلات التي تقل الضيوف إلى أماكن إقامتهم بالمحافظات المختلفة، بقوات أمنية ذات جاهزة عالية، بالإضافة إلى الخدمات الأمنية المتواجدة على خطوط السير الخاصة بالضيوف. كما تم تعيين الارتكازات الأمنية أمام أماكن الإقامة المختلفة وكذا الملاعب والشوارع المؤدية إليها، للقيام بعمليات التأمين والتمشيط المتواصل بمحيطها، وتعيين الخدمات المرورية التي تعمل على تسيير حركة المرور ومساعدة الضيوف والمشجعين للوصول إلى الملاعب بسهولة ويسر، فضلاً عن تكثيف الدوريات والأقوال الأمنية بالشوارع والميادين الرئيسية لبسط الأمن والنظام بالإضافة إلى الارتكازات وخدمات الأمنية بمحيط المنشآت الهامة والحيوية بخاصة الأثرية، في ضوء الإقبال المتوقع على زيارة المعالم الأثرية من قبل الضيوف. وتهدف الخطط الأمنية الموضوعة إلى تذليل كافة العقبات وتوفير المناخ الآمن للاستمتاع بالبطولة التي يشاهدها العالم، والعمل على إنجاح البطولة وإظهارها بالصورة الحضارية المشرفة والتأكيد على أن مصر بلد الأمن والأمان.