تجاهل كوادر جبهة التحرير الوطني الضغط الممارس عليهم من المكتب السياسي لعدم التخندق علنا مع المرشحين والتزام الحياد في الفترة الحالية من الانتخابات الرئاسية. وباستثناء التقارير عن تنحي عضو ينتمي إلى الحزب في مديرية حملة المرشح عبد المجيد تبون، في ولاية عين الدفلى، استمر تمركز كوادر آخرين في مواقعهم بمديريات حملة ولجان مساندة المرشحين المنتمين أو الذين انتموا سابقا للحزب، رافضين الوصاية على الضمائر الممارسة عليهم من قبل القيادة الحالية. ورد كوادر على تعليمة صادرة عن المكتب السياسي بنشر صور مشاركتهم في مراسم تنصيب المديريات الفرعية والولائية لدعم مرشحين لهذه الانتخابات، وإصدار برقيات إعلان الولاء للمرشح الأقرب إليهم عبر منصات التواصل الاجتماعي. وانتقد عضو المكتب السياسي السابق للحزب رشيد عساس على صفحته في منصة التواصل الاجتماعي، التعليمة الصادرة عن قيادة الحزب منتصف الأسبوع الماضي ،دعا فيها الأمين العام بالنيابة علي صديقي "قيادات الحزب وإطاراته ومنتخبيه وكل المناضلين، للتحلي بالانضباط والالتزام بقرارات الأمين العام بالنيابة والمكتب السياسي"، و"عدم الاندفاع في اتخاذ مواقف فردية وأن ينتظروا القرار النهائي لقيادة الحزب في الوقت المناسب ". وقال عساس"القرار المتعلق بالرئاسيات بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني من صلاحيات اللجنة المركزية دون سواها مهما كان نوع القرار،ولا يمكن لأي هيئة أخرى في الحزب أن تحتكر ذلك ودعوة المناضلين إلى التحلي بالانضباط والالتزام". ويشير عساس هنا إلى أحكام المادة31 من القانون الأساسي التي تنص أن "الترشح للانتخابات الرئاسية من صلاحيات اللجنة المركزية وحدها". وتحدى عساس مجموعة المكتب السياسي الذهاب إلى دورة للجنة المركزية، وقال "الأحرى أن تلتزم قيادة الحزب بنصوصه (أي القانون الأساسي) وبالتالي تمكين الهيئة صاحبة القرار والسيادة في هذا الشأن من الالتئام وفتح نقاش موسع في الموضوع"، وأبرز "ببساطة المكتب السياسي لا يمكنه اتخاذ أي قرار من هذا النوع ويمكن أن ينتظره المناضلون لكي يلتزموا به أو يعارضوه أو يتحفظوا عليه". ولأول مرة منذ أواخر التسعينات لم يتصدر الأفالان الواجهة السياسية في الانتخابات الرئاسية كمروج وداعم لمرشح السلطة، كما لم يقترب منها أي من المرشحين علنا للحصول على دعمها، عكس الانتخابات الرئاسية السابقة. ويعيش الحزب حاليا انقسامات عميقة بخصوص الموقف من الرئاسيات والمرشح الأقرب، حيث تتجاذب ثلاثة تيارات إدارة دفة الحزب بخصوص الانتخابات الرئاسية، حيث حاول أعضاء في المكتب السياسي ترجيح كفة عبد المجيد تبون، على حساب علي بن فليس، وعبد العزيز بلعيد اللذين تكونا وناضلا في الحزب قبل إطلاق مشاريعهما السياسية الخاصة بهما. وحسب مصادر من الحزب فإن محاولة فاشلة قادها أعضاء في المكتب السياسي لتقديم الأفالان على طبق للمرشح عبد المجيد تبون الذي التحق بالحزب قبل مؤتمر2015،على أمل فوزه بهذه الانتخابات، والاستفادة من مخرجات ذلك. بينما يفضل فريق من البراغماتيين ظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود، واحتمال الذهاب إلى دور ثان لهذه الانتخابات قبل اتخاذ موقف نهائي.