أعرب الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية أمس الأحد، عن رفضهما للخطة الأمريكية المزعومة للسلام في الشرق الأوسط التي أُعلنها مؤخرا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد "إن الخطة الأمريكية وضعت دون تشاور مع الفلسطينيين وتنتهك قرارات الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة حول الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني". وذكر موسى فكي في جلسة افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي ال33 في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا "أن الوضع الفلسطيني هو أوضح مثال على هشاشة الوضع الدولي. وقد تم إعداد الخطة الأمريكية-الإسرائيلية التي يطلق عليها "صفقة القرن" دون أية مشاورات وأيضا في غياب المعنيين بها بالأساس". وقال "إنها تنتهك قرار الأممالمتحدة وقرار الاتحاد الإفريقي وتدوس على حقوق الشعب الفلسطيني"، مضيفا أنها "ستفاقم من حدة التوترات في المنطقة وما وراءها". من جهته قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، "إن الجامعة العربية تثمن عاليا وباستمرار الموقف المبدئي للاتحاد الأفريقي الداعم للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضه وإقامة دولته المستقلة". وأضاف "أنني على ثقة بأن أفريقيا ستبقى على التزامها المعهود بالوقوف مع نضال الشعب الفلسطيني في رفضه لهذه الصفقة الظالمة، على النحو الذي أعلنت عنه القيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي". وكشف الرئيس الأمريكي ترامب في 28 جانفي عن خطته لحل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والتي من شأنها أن تحد من سيادة الدولة الفلسطينية المستقبلية حيث تعترف بالقدس ك"عاصمة غير مقسمة " لإسرائيل، و ذلك خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتسمح الخطة التي وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنها "صفعة القرن" لإسرائيل بالسيادة على مناطق معينة في الضفة الغربيةالمحتلة، بما في ذلك المستوطنات الإسرائيلية وغور الأردن. وردا على الخطة الأمريكية, أبلغت السلطة الوطنية الفلسطينية إسرائيل والولايات المتحدة ب"قطع جميع العلاقات" معهما. كما دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه الذي حضر قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا المجتمع الدولي إلى رفض خطة السلام. وكان جوسيب بوريل, الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، ذكر في الأسبوع الماضي أن خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط خرجت عن " المعايير المتفق عليها دوليا". وقال بوريل في بيان له "إنه من أجل بناء سلام عادل ودائم, لابد من حسم قضايا الوضع النهائي التي لم تحل، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالحدود ووضع القدس والأمن وقضية اللاجئين, من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين " . وأضاف "وتمشيا مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة لا يعترف الاتحاد الأوروبي بسيادة إسرائيل على الأراضي المحتلة منذ عام 1967. ولا يمكن لأي خطوات باتجاه الضم، إذا نُفذت، أن تمر دون منازع".