حذف موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم الخميس، تغريدة لرئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد أعقبت اعتداء نيس الدامي الذيراح ضحيته ثلاثة أشخاص، كتب فيها إن للمسلمين الحق في "قتل ملايين الفرنسيين"، ما أثار موجة غضب واسعة، ودفع تويتر إلى تصنيف التغريدة على أنها تنتهك معايير النشر. وبعد وقت قصير على وقوع الاعتداء، أطلق مهاتير محمد الذي كان رئيسا للوزراء إلى غاية فيفري، سلسلة من التغريدات الغاضبة غير المألوفة. وجاء في التغريدة المحذوفة: "لدى المسلمين الحق في أن يشعروا بالغضب وأن يقتلوا ملايين الفرنسيين ردا على مجازر الماضي". ولا يزال تويتر يبقي على التغريدة التي سبقتها، وجاء فيها: "الفرنسيون على مدار تاريخهم قتلوا الملايين من الناس، الكثير منهم كانوا مسلمين". كما جاء في التغريدة الموالية للتغريدة المحذوفة: "لكن على وجه العموم، لم يطبق المسلمون قانون "العين بالعين". لا يفعل المسلمون ذلك وعلى الفرنسيين ألا يفعلوا ذلك أيضا". ولم يشر في تصريحاته مباشرة إلى اعتداء نيس، لكن المنشورات أثارت تنديدا واسعا ووصفها مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي بأنها "مشينة" و"معيبة". وقد كتب مهاتير التغريدات كذلك على شكل مقال في مدونته الإلكترونية الشخصية. وقال مهاتير في بداية تغريداته في إشارة إلى عملية قتل أستاذ فرنسي بقطع رأسه بعدما عرض على طلابه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد، إنه لا يوافق على هذا الاعتداء لكن حرية التعبير لا تشمل "إهانة الأشخاص الآخرين". وأضاف مهاتير البالغ 95 عاما والذي سبق أن أثار الجدل عبر تصريحات هاجم فيها اليهود والمثليين: أنه "بغض النظر عن الديانة التي يعتنقونها، فإن الأشخاص الغاضبين يقتلون". وقال مهاتير، الذي شغل منصب رئيس وزراء ماليزيا مرتين على مدى ما مجموعه 24 عاما، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "لا يظهر بأنه متمدّن"، مضيفا أنه "بدائي للغاية". وأضاف "على الفرنسيين أن يعلموا شعبهم احترام مشاعر الآخرين. بما أنكم حمّلتم جميع المسلمين وديانتهم مسؤولية ما قام به شخص واحد غاضب، فلدى المسلمين الحق في معاقبة الفرنسيين. لا يمكن للمقاطعة أن تعوّض الأخطاء التي ارتكبها الفرنسيون طوال هذه السنوات". وفي البداية، وضع تويتر إشارة على تغريدة مهاتير بشأن "قتل ملايين الفرنسيين" للتنبيه بأنها "تمجّد العنف"، لكنه لم يحذفها. إلا أنه حذفها تماما بعد وقت قصير. ودفعت عملية قتل المدرّس صامويل باتي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتعهّد بمواجهة التيارات الإسلامية المتطرفة، لكن الخطوة رفعت منسوب التوتر، كما اندلعت احتجاجات مناهضة لفرنسا في العديد من الدول المسلمة وسط دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.