رغم سلسلة الإعذارات التي بادرت بها المديرية العامة لوكالة تطوير السكن وتحسينه لبعض مؤسسات الإنجاز العمومية والخاصة المكلفة بأشغال بناء وتسليم مشاريع "عدل 2" في مختلف المواقع بالعاصمة وضواحيها، إلا أن المكتتبين المعنيين بالمواقع المتأخرة جددوا العهد مؤخرا مع الاحتجاجات والمراسلات للجهات الوصية قصد لفت انتباهها لبقاء الوضعية على حالها. مكتتبون بالبرنامج السكني "عدل 2" فايزي ببرج البحري جددوا مطالبهم بتدخل الوصاية لحل المشاكل المتراكمة، أبرزها تخاذل مؤسسات الإنجاز وحرمان البعض منهم من شهادات التخصيص، وهو ما أثار غضبهم بسبب الاختلالات العميقة في الموقع، تقف وراءها مؤسسة الإنجاز، وهي الوضعية التي زادت من مخاوفهم وقلقهم رغم سلسلة الإعذارات التي وجّهتها الوكالة إلى المقاولة "المتقاعسة"، آملين من لعريبي أن يسارع إلى تنشيط المؤسسة أو استبدالها بأخرى قادرة على رفع التحدي وتقليص آجال الانتظار. ويجمع المحتجون في شكواهم على ضرورة استكمال الأشغال المتعلقة بتجزئة 473، كما طالبوا بإتمام التجزئتين 600 و500 وتجزئة 430. ومن المطالب المرفوعة بقوة، تمكين المكتتبين الذين لم يتحصلوا على شهادات التخصيص من حيازة هذه الوثيقة في أقرب وقت.
موقع 19 بالرحمانية.. إلى أين؟
من جانبهم، أثار مكتتبو حي 19 "عدل 2" بموقع الرحمانية موجة من السخط والحيرة بسبب التأخر الكبير في وتيرة استكمال الأشغال الضرورية، رغم أن المستفيدين من أوائل المسجلين في البرنامج، فغالبيتهم من مجموعة ال40 ألف االأوائل على المستوى الوطني. أفاد ممثلو المكتتبين في اتصالهم ب"الخبر" بأن آجال الإنجاز ستتأخر كثيرا بسبب التأخر الفادح في إطلاق ورشات بعض العمارات، علما أن بعضها لايزال عبارة عن أرضيات إسمنتية فقط، بينما شرعت شركات الإنجاز في بناء البعض الآخر حديثا، وهي وضعية مقلقة رغم مضي 4 سنوات من انطلاق المشروع، ناهيك عن تأخر التهيئة الخارجية للأجزاء المكتملة من المشروع. رغم توجيه إعذار أول من إدارة عدل للمقاولات المكلفة بالموقع، إلا أن المعنيين لم يلمسوا أي تقدم مرض في الأشغال الكبرى أو في الأشغال الجانبية، لافتين في هذا الشأن إلى تأخر أشغال إنجاز الوحدات التربوية من مدرسة ابتدائية وثانوية، مما زاد من مخاوفهم حول المواعيد المدرسية القادمة. علما أن الحي معزول عن بقية الأحياء، وهو ما زاد من قلق المكتتبين الذين ناشدوا الجهات الوصية الالتفات الجدي إلى الموقع ودفع المؤسسات لمضاعفة وتيرة الأشغال، خاصة أمام بروز جهات تسعى، حسبهم، لإثارة الفتنة وتوظيف مجموعة من المكتتبين لتضليل باقي المعنيين بهذا الموقع.
موقع 1462 المالحة.. الجدار اللغز
من جانبهم، جدد مكتتبو موقع عين المالحة 1462 بالجزائر العاصمة، نداءهم إلى السلطات المختصة من أجل تيسير عملية حصولهم على مفاتيح شققهم المكتملة منذ عدة اشهر، حيث جاء في رسالتهم للوزير، أمس، أن وضعيتهم عالقة منذ أزيد من سنة، وذلك راجع إلى تضارب المصالح التقنية العمومية بين مديرية مشاريع "عدل" ومديرية التعمير لولاية الجزائر بخصوص إقامة جدار إسناد للموقع، إذ اشترطت وكالة "عدل" على المعنيين الانتظار إلى غاية إتمامه، لكن إجراءات انطلاق هذا الجدار الذي يبلغ طوله 700 متر وارتفاعه 6 أمتار، استغرقت أكثر من سنة، مما حرمهم من الدخول إلى مساكنهم، وهذا ما زاد من مخاوفهم من انتظار عدة أشهر أو سنوات أخرى، خاصة أن وكالة عدل أبلغتهم في شهر أوت 2020، أن ورشة إنجاز الجدار ستنطلق قبل بداية سبتمبر 2020 لكن ذلك لم يتحقق. وأوضح الناشطون في الموقع أن مسؤولي "عدل" اعترفوا بجاهزية 722 مسكن، لكن تاريخ تسليمها يبقى مرهونا بإتمام مشروع الجدار اللغز..
مقاولة خاصة في بومرداس تهدر 3 سنوات من أعمار المكتتبين
صب المكتتبون في عدة مواقع ببومرداس جام غضبهم على مقاولة خاصة مكلّفة بإنجاز قرابة 4 آلاف وحدة سكنية في صيغة عدل 2013. فرغم تلقيها إعذارين قبل أزيد من شهر بسبب التماطل غير المبرر في تسليم مشاريعها الموزعة على 5 مواقع، إلا أنها لم تقم بما يهوّن مرارة الانتظار على المكتتبين، ولا تزال، حسبهم، تواصل إهدار المزيد من الوقت، رغم التأخر الذي تسببت فيه وبلغ 3 سنوات متتالية.
الموجهون إلى موقع الشعيبة: سكناتنا جاهزة فلماذا لا يتم تسليمنا مفاتيحنا؟
كما نظم مكتتبو "عدل2" الموجهين لموقع الشعيبة ببوسماعيل في ولاية تيبازة، يوم 31 أكتوبر، وقفة احتجاجية للتعبير عن تذمّرهم من إخلاف السلطات العمومية لوعودها حول تسليم مفاتيح الشقق بموقع 1900 مسكن، والتي انتهت به الأشغال بنسبة تقارب المائة بالمائة. وقال المحتجون ل"الخبر": "لقد وعدنا الوالي المنتدب بتسليمنا المفاتيح بتاريخ 5 جويلية، ثم 20 أوت الماضي وبعدها 17 أكتوبر، قبل أن يتدخل المسؤولون الإداريون ويضربوا لنا موعدا جديدا بتاريخ 1 نوفمبر، وجميعها لم تكن سوى وعود كاذبة هدفها ربح الوقت ليس إلا"، وتساءل المكتتبون: "سكناتنا جاهزة فلماذا لا يتم تسليمنا مفاتيحنا؟".