حذّر أستاذ العلوم السياسية بالأردن، وليد عبد الحي، من وجود مخاطر صهيونية يمكنها أن تمتد للجزائر، عبر استعراضه مجموعة من الدراسات الإسرائيلية التي اهتمت بالشأن الداخلي للبلاد. وجاء هذا التنبيه في شكل رسالة موجهة إلى الوزير الأول الجزائري عبد العزيز جراد الذي ربطته بالأستاذ عبد الحي زمالة التدريس. قال أستاذ العلوم السياسية الذي غادر الجزائر منذ سنوات طويلة في منشور له على فيسبوك، أمس إنه استمع إلى تصريحات من وصفه ب"الاستاذ الدكتور والصديق عبد العزيز جراد رئيس الوزراء الجزائري المحترم"، عن محاولات وصول الصهيونية لحدود الجزائر. وأشار إلى أنه سيعيد نشر مقال له يعود إلى سنة 2013، يتضمن مجموعة من الدراسات التي تبين وجود اهتمام إسرائيلي بتفاصيل الوضع الداخلي الجزائري، والتي استنتج منها أن "الشيطان الصهيوني يزحف نحو الجزائر". وذكر عبد الحي أن "متابعة الدراسات الإسرائيلية للأوضاع الداخلية في الجزائر تثير الهواجس"، فيبدو حسبه، أنهم يريدون بلوغها كما بلغوا غيرها. وأضاف للتدليل على كلامه، أنه "يكفي أن أعطي نماذج عشوائية عن دراساتهم على الجزائر بشكل منفرد أو من خلال دراستها عبر دراسة علاقات دول المغرب العربي ككل" وتعود الدراسات التي نشرها عبد الحي إلى ما بين سنة 2000 و2012، ومن أبرزها المغرب في القرن الجديد: الهوية والدين والسياسة، للكاتبين روس ماديفايتسمان ودانييل زيزنوين، والتطورات الاقتصادية والديموغرافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 1980-2000، وتنظيم القبائل يطالب بحرية المعتقد، والجزائر: حالة معاناة طويلة، وأزمة الشرق الأوسط الجزء التاسع: مستخدمو الشبكات الاجتماعية يدعون إلى أيام من الغضب في اليمن والبحرين وليبيا والجزائر، وجذور شمال إفريقيا الهوية الفرنسية والمثل العالمية، ومواطنون من أصل شمال أفريقي في العملية الانتخابية الفرنسية، ودراسات عن رسام الكاريكاتير الجزائري علي ديلام والمفكر الرحال مالك شبل وغيرها. وختم عبد الحي رسالته بدعوته "الإخوة في الجزائر الحبيبة"، إلى أن ينتبهوا أو يقولون باللهجة المحلية "حلوا عينيكم"، فالشيطان كما قال يزحف نحوكم. واللافت من عناوين الدراسات التي نشرها عبد الحي، أنها تركز على تعقيدات المجتمع الجزائري وتركيباته العرقية، وهي أهم مداخل الاختراق المستعملة مثلما أثبتت التجربة ذلك في دول مثل العراق أو سوريا، مع اختلاف الحالة الجزائرية التي يعتبر المجتمع بها أكثر تجانسا من هذه الدول. وكان الوزير الأول عبد العزاز جراد، قد ذكر في تصريحات أخيرة له، على خلفية صفقة التطبيع المغربية، أن "هناك عمليات خطيرة تحدث في حدودنا تريد ضرب استقرار الجزائر". وأضاف جراد أن الدلائل اليوم تتجلى بوضوح حول تحذيرات الحكومة السابقة بوجود جهات خارجية تريد ضرب استقرار البلاد". وشدّد على أن هناك اليوم "إرادة حقيقية في حدودنا لوصول الكيان الصهيوني"، داعيا إلى التكاتف بين الجزائر وحل مشاكلهم الداخلية بينهم". ويوجد اليوم في الجزائر، نوع من الإجماع حتى داخل المعارضة الراديكالية بوجود مخاطر خارجية تتهدد الجزائر، لكن الخلاف يكمن في كيفية مواجهتها، إذ ترى العديد من الأحزاب مثل الأفافاس وحزب العمال وحمس، أن الحل يكمن في معالجة الأزمة الداخلية التي تضعف البلد وتجعله عرضة للابتزاز الخارجي. ويطالبون في سبيل ذلك بإصلاحات شاملة تحقق الحريات وتضمن الانتقال الديمقراطي والسيادة الشعبية. لكن السلطة في المقابل، تكتفي بما هو معروض في الساحة من إصلاحات، وتدعو إلى ضرورة "رص الجبهة الداخلية" فيما تعتبره مخاطر حقيقية تهدد البلاد.