تحولت القاهرة، أمس، الى متحف مفتوح يفوح بعبق الحضارة الضاربة في أعماق التاريخ في اجواء مهيبة اتسمت بالطابع الفرعوني، وجابت مومياء 22 ملكة وملكا شوارع القاهرة التي تزينت بأحلى حللها لاستقبال الموكب الملكي في حدث غير مسبوق لم ولن يتكرر، تحت اسم "موكب المومياوات الملكية". عاشت مصر تجربة فريدة وحدث ضخم، نجح في إبهار واستقطاب العالم أمام الاستعراضات الفنية والأزياء والترنيمات والأغاني في لوحة فسيفسائية متناغمة أبحرت في اعماق التاريخ بأنامل مصرية، التي غاصت بين دهاليز الماضي لتنقلنا إلى العصور القديمة والأسر الحاكمة المتعاقبة على حكم مصر. الحدث شارك فيه نجوم الفن المصري، بينهم يسرا وكريم عبد العزيز ومنى زكي واحمد حلمي واحمد عز، والممثلة التونسية هند صبري، والموسيقار نادر عباسي. في مشهد تاريخي مهيب انطلق موكب المومياوات الملكية، بعدما احكم ليل القاهرة إرخاء ستائره على وقع طبول ضخمة، من المتحف المصري في ميدان التحرير، بوسط العاصمة المصرية القاهرة، حيث مكثت لأكثر من قرن، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط جنوب العاصمة، حيث ستستقر المومياوات الملكية في مثواها الأخير. وكان في استقبال الموكب الملكي المكون من 22 مومياء (18 ملكا وأربع ملكات) لدى وصوله متحف الحضارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأطلق حرس الشرف 21 طلقة تحية لملوك مصر من أمام المتحف. وسار الموكب من خلال عربات مزينة برسومات ونقوش فرعونية ومجهزة بجو خاص يحتوي على النيتروجين حتى تكون المومياوات في ظروف مناسبة للنقل، وتحمل كل عربة اسم الملك الموجود بداخلها، وسط حراسة أمنية مشددة وتقدم الموكب الدراجات النارية للحرس الجمهوري. واستغرقت الرحلة الممتدة على نحو 7 كيلومترات حوالي 40 دقيقة، حتى وصلت إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من مجمع الأديان، وهو أحد أهم المشروعات التي أُنجزت بالتعاون بين الحكومة المصرية ومنظمة اليونسكو ويضم مقتنيات متنوعة من الحضارة المصرية منذ عصر ما قبل التاريخ إلى وقتنا الحاضر. وتعول مصر على خططها لتنشيط قطاع السياحة الذي تلقى ضربات عدة خلال العقد المنصرم، نتيجة العمليات الارهابية المتكررة التي شهدها البلاد، وكذا تبعات جائحة كورونا، كما ان البلاد تستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير القريب من منطقة الاهرامات والذي تم تأجيل افتتاحه بسبب فيروس كورونا. وعلى صعيد التوثيق المحلي أصدرت الهيئة المصرية للبريد طوابع بريد تذكارية بتقنية "كيو آر كود" والتي يتم تطبيقها لأول مرة بطوابع البريد المصري لتخليد المناسبة.