ارتفع عدد المصابين الفلسطينيين إلى أكثر من 200 جريح، خلال تصديهم لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، والتي استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز، فيما شرعت في نشر جنودها عند قبة الصخرة، ما ينذر بتصعيد جديد من طرف الاحتلال، في وقت يحتشد فيه الفلسطينيون للاعتكاف بالأيام العشرة الأخيرة من رمضان. اعتدت شرطة الاحتلال الصهيوني، مساء أول أمس، على المصلين داخل المسجد الأقصى والشيخ جراح وباب العامود في القدس، ما خلف 205 مصابين، وفق حصيلة أولية غير رسمية، خلال المواجهات مع شرطة الاحتلال، غير أن آلاف المصلين عادوا للزحف إلى داخل المسجد لأداء صلاة فجر أمس بهتافات التهليل والتكبير. وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس "حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يجري في المدينة المقدسة، من تطورات خطيرة واعتداءات آثمة وما يترتب على ذلك من تداعيات"، داعيا إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بشأن القضية، كما طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان، مجلس الأمن الدولي واليونيسكو، بتحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري في المسجد الأقصى. كما دعا رئيس مكتب حركة "حماس" خارج فلسطين، خالد مشعل، إلى البدء في هبة سريعة للتضامن مع المقدسيين، والتحرك لنصرة القدسالمحتلة، قائلا "إن على الجميع التحرك والخروج بهبة نصرة للقدس، وأن يترجم الغضب العارم لفعل حقيقي في كل الساحات". وشدد مشعل على أن "المعركة الأكبر هي مواجهة الاحتلال، وليست الانتخابات، واستراتيجيتنا هي المقاومة الشاملة، والمطلوب من الضفة أن تلتهب وتشتعل تحت أقدام الغزاة، وتفعيل الانتفاضة والانفجار بوجه الاحتلال بالتزامن مع جهوزية غزة واستعدادها للجم العدو". وتوالت ردود الفعل العربية والدولية ضد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى واستباحته، وإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المعتكفين، ومحاصرتهم داخل المسجد لعدة ساعات بعد فصل الكهرباء عن المصلى القبلي. وتمكّن الفلسطينيون، ليلة الجمعة، من فرض إرادتهم على جنود الاحتلال الذين حاولوا اقتحام ثلاثة مساجد في حرم الأقصى، وهي المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة والمصلى المرواني، حيث تمسّك المرابطون من النساء والرجال في هذه المساجد بالاعتكاف فيها رغم تعرضهم للعدوان بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت، مما دفع قوات الاحتلال للانسحاب من الحرم. وأدانت دول عربية وإسلامية بما فيها دول طبّعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني، الانتهاكات الإسرائيلية للقدس والاعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى، على غرار الخارجية المصرية والأردنية. وذهب متابعون أن التصعيد الإسرائيلي مرده كسب الكيان مطبّعين جدد إلى صفه، على حساب القضية الفلسطينية وآخرها المغرب التي يرأسها الملك محمد السادس لجنة القدس الدولية، غير أنه لم ينبس ببنت شفة منذ اندلاع أحداث حي الشيخ جراح، وأكثر من ذلك، في عز هذه الأحداث أبدت الحكومة المغربية موقفا شاذا، من خلال تصريح وزير الخارجية، ناصر بوريطة، الذي عبّر عن استعداد بلاده لرفع مستوى الزيارات بين لبلده وإسرائيل، قائلا "إننا مخلصون في التزامنا الذي اتخذناه عن قناعة، وسوف نذهب إلى أقصى حد ممكن في تطوير التعاون الثنائي". وقد أثارت تصريحات بوريطة التي أدلى بها في مقابلته مع قناة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، عشية أول مشاركة رسمية مغربية في مؤتمر الهيئة الإسرائيلية، ضجة واسعة على المنصات التوصل الاجتماعي في المغرب وخارجه. في حين اكتفى رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، أول أمس الجمعة، عن حملة تبرّع من أجل دعم سكان القدس ودفاعهم عن المدينةالمحتلة، وفق ما نقلت تقارير إعلامية دون الاتيان على ذكر بيان الاستنكار أو التنديد بانتهاكات المحتل الإسرائيلي. ومنذ بداية شهر رمضان، يحتج الشبان الفلسطينيون على منعهم من الجلوس على مدرج "باب العامود"، ما فجّر مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية، أما حيّ الشيخ جراح فيشهد منذ أكثر من 10 أيام، مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي الفلسطينيين ومتضامنين معهم. ويحتج الفلسطينيون في الحي على قرارات صدرت عن محاكم إسرائيلية بإجلاء عائلات فلسطينية من المنازل التي شيدتها عام 1956، والتي تزعم جمعيات استيطانية إسرائيلية، أنها أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل عام 1948.