في هذا الحوار يتحدث، الناطق باسم حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية خالد الأزبط ل "الخبر" عن الوضع الانساني في قطاع غزة. كيف هي الأوضاع على الأرض في غزة؟ هذه الحرب والعدوان والمجازر ترتكب كل لحظة في حق الأطفال والنساء والحجر والشجر في غزة، وهذا العدوان مستمر في القدس والضفة الغربية وضد أهالينا في 48، صورة الحدث في قطاع غزة عبارة عن آلة قتل بشعة ومجازر ترتكب على مدار اللحظة من قبل العدو الصهيوني وطيرانه ومدفعيته. كل آلة الحرب الصهيونية تستخدم الآن في قتل أبرياء في قطاع غزة، المشهد لا يوصف ولعل الصور التي تخرج إلى الشاشات لا تعبر عن حجم المأساة وحقيقة الأمور وأعداد الشهداء التي تتزايد بالعشرات، وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار، مما ينجم عنه عشرات الشهداء من النساء والأطفال والشيوخ وغير ذلك. العدو الصهيوني هذه المرة لا يفرق بين الأطفال والنساء ولا العاملين في المجال الصحي للإنقاذ ولا الدفاع المدني ولا الصحفيين ولا يميز بين الصحافة المحلية أو الأجنبية والدولية.
وكيف هي ظروف العمل بالنسبة للصحفيين في ظل الحرب؟ ولماذا يتم استهدافهم من طرف العدو الصهيوني؟ العدو الصهيوني يتعامل على أن كل ما في قطاع غزة هو هدف لآلة القتل دون أن يكترث للنتائج، لذلك حين نريد أن نتحدث عن واقع الصحفيين في قطاع غزة نحن نقول إنهم هدف مباشر للعدو الصهيوني دون تمييز لهذه الفئة التي تعتبر لها حصانة وفقا للقانون الدولي وتعامل خاص في الميدان خاصة في الحروب، لكن العدو الصهيوني لا يتعامل بذلك، بل يتعمد استهدافهم، وكان هناك استهداف لسيارة صحفية قبل أيام في منطقة العطاطرة في شمال قطاع غزة وإصابة عدد من الزملاء، والأبراج السكنية التي تم استهدافها حتى هذه اللحظة هي أبراج سكنية جميعها تحتوي على أعداد بسيطة من الشقق السكنية وأغلبها عبارة عن مكاتب لوسائل إعلام مختلفة محلية ودولية وشركات إنتاج إعلامية وغير ذلك. العدو يريد منع نقل الصورة من قطاع غزة وهذا العدوان إلى كل العالم، ولذلك نحن نقول إن الصحفي الذي يعمل الآن في قطاع غزة، سواء كان فلسطينيا أو عربيا أو أجنبيا هو مهدد بالقتل على مدار اللحظة، العدو لا يرحم والصحفي الذي يخرج لأداء عمله يودع أهله كشهيد، ويعتبر شهيدا حيا يسير على الأرض في انتظار الصواريخ واستهدافه من قبل العدو الصهيوني. بعد استهداف مقرات الصحافة هناك صعوبة في نقل الصورة والحدث لانعدام المعدات وتدميرها من قبل العدو الصهيوني، أيضا يشكل انقطاع الكهرباء بشكل كامل وشبكة الأنترنت في أغلب قطاع غزة عائقا، ما يجعل الصحفي في معركة كبيرة لإيصال الصورة والصوت في العالم، لذلك نحن نقول إن المعركة التي تخاض في جانب الصحافة الفلسطينية لنقل الصورة لا تقل عن معركة الميدان ولا على المجال الصحي ولا الدفاع المدني لإنقاذ الأرواح. نحن نتحدث عن ساحة حرب مفتوحة في قطاع غزة وعدوان مستمر من العدو الصهيوني، العدو ركز على أن الإعلامي الفلسطيني هو الذي يكشف فضائحه وعدوانه وجرائمه لذلك جعل الصحفيين في هذه الجولة هدفا رئيسيا منذ بداية المعركة حتى هذه اللحظة بكل نيرانه، ويتعمد استهداف كل الأبراج والعمارات السكنية التي يوجد بها صحفيون. الصحفيون على الأرض أينما تواجدوا لتغطية مجازر معينة أو أي هدف معين به شهداء أو غير ذلك، يقوم العدو الصهيوني باستهدافهم أو محيطهم بهدف ترهيبهم لترك المكان وعدم نقل الصورة. الصحفي الفلسطيني في هذه المعركة هو عبارة عن شهيد حي يتحرك في الميدان لنقل الصورة ونقل الحقيقة والمجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
ما هي الرسالة التي توجهها للجزائر والعرب؟ نشكر أهلنا في الجزائر على هذا الاحتضان وحملات التضامن التي أطلقوها، ولا نستطيع أن نقول إنها تضامن إنما واجب وطني لكل الصحفيين ولكل من يخدم شعبنا في هذه المأساة التي شردت آلاف الأسر ولا تجد طعاما ولا مأوى أو دواء، والمستشفيات بها عجز كبير من الأدوية والإسعافات الأولية وكل مقومات الحياة انعدمت حتى ملابس الأطفال وطعامهم، كل ذلك مفقود، لذلك نتمنى أن يكون هناك إطلاق حملة لإغاثة الشعب الفلسطيني.