أعلنت الشرطة السودانية مقتل ضابط برتبة عميد خلال المظاهرات التي تشهدها الخرطوم الخميس احتجاجا على انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح في 25 أكتوبر الماضي. وقال المكتب في بيان رسمي نشره على صفحته على فايس بوك "يحتسب وزير الداخلية المكلف ومدير عام الشرطة (...) عند الله تعالى عميد شرطة على بريمة حمد" موضحا أنه قتل أثناء "حماية مواكب المتظاهرين. والعميد على بريمة أحمد هو أول قتيل لقوات الأمن منذ بدء المظاهرات ضد الانقلاب والتي أسفرت، وفق لجنة الأطباء المركزية (نقابة مستقلة)،عن مقتل 63 متظاهرا حتى الآن. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن قوات الأمن السودانية أطلقت الخميس قنابل الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين المناهضين للانقلاب قرب القصر الرئاسي في الخرطوم، في أعمال عنف تأتي بعد أيام فقط على إطلاق حوار تحت إشراف الأممالمتحدة. ويغرق السودان في دوامة عنف منذ الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين في السلطة، في 25 أكتوبر 2021. وتأتي هذه المظاهرات الجديدة بعد بضعة أيام من إطلاق الأممالمتحدة محادثات تشمل كل الفصائل السودانية في محاولة لحل الأزمة الناجمة عن انقلاب البرهان. وهتف المتظاهرون "برهان وسخان جابوه الكيزان" وهو تعبير مستخدم في السودان للإشارة إلى الإسلاميين. ومنذ الانقلاب، ينزل السودانيون إلى الشوارع بانتظام للمطالبة بتنحي العسكريين عن السلطة. وفي مواجهة هذه الاحتجاجات لجأت قوات الأمن إلى القمع ما أسفر عن سقوط 63 قتيلا ومئات الجرحى حتى الآن، وفق لجنة الأطباء المركزية (نقابة مستقلة) داعمة للمتظاهرين. ويرى أنصار الحكم المدني في السودان الذي ظل تحت الحكم العسكري بشكل شبه متصل منذ استقلاله قبل 66 عاما، أن الانقلاب هو وسيلة لعودة نظام الرئيس السابق عمر البشير الذي كان مدعوما من الإسلاميين. وقدم الوجه المدني للفترة الانتقالية، رئيس الوزراء عبد الله حمدوك استقالته مطلع جانفي. ولم يتمكن العسكريون من تشكيل حكومة مدنية منذ الانقلاب رغم تعهدهم بذلك فور إقالتهم حكومة حمدوك في 25 أكتوبر. وقد حاولوا الاستعانة به مجددا وعقدوا معه اتفاقا سياسيا استعاد بموجبه منصبه إلا أن العقبات التي واجهها دعته إلى الاستقالة مرة أخرى. يرفض الشارع السوداني من جهته الحلول الوسط مصر على مطلبه: رحيل الفريق أول البرهان كما سبق أن أرغموا البشير على الرحيل في 2019. ورغم صعوبة المهمة بسبب المواقف المتناقضة، تحاول الأممالمتحدة إعادة كل الفاعلين على الساحة السودانية إلى مائدة المفاوضات.