دعا السفير والممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة، نذير العرباوي، اليوم الثلاثاء، إلى إصلاح المنظومة الأممية وإضفاء الطابع الديمقراطي الصريح على عمل جميع الأجهزة الرئيسية لاسيما مجلس الأمن. وفي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على هامش التصويت على مشروع حول استخدام حق النقض في مجلس الأمن، قال العرباوي أن الجزائر انضمت إلى توافق الآراء وصوتت لصالح القرار، كآلية إجرائية تهدف إلى تعزيز دور وسلطات ووظائف الجمعية العامة في المسائل المتعلقة بحفظ السلم والأمن الدوليين. وأضاف العرباوي قائلا:"إذا كان التصويت على القرار يعد خطوة مؤسساتية مفيدة وفي الوقت المناسب لكنها لا تزال متواضعة فيما يتعلق بمتطلبات التكامل المنسجم للهيئات الرئيسية حتى يتمكن كل منها من تحقيق كامل إمكاناتها"، مشيرا إلى أن مجرد حساب لحالات اللجوء التعسفي إلى حق النقض يعمل لصالح إضفاء الطابع الديمقراطي الصريح على عمل جميع الأجهزة لاسيما مجلس الأمن بطريقة هيكلية وليست مؤقتة". وأوضح الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة خلال كلمته بأن "التحديات الكبيرة المفروضة حاليا على العالم والبشرية جمعاء، تفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى، ضرورة تعزيز التعاون والتضامن الدولي من أجل تفعيل آليات العمل متعدد الأطراف بشكل أكثر فعالية وإنشاء قواعد نظام عالمي جديد، تضمن مشاركة متساوية لجميع الدول دون أدنى تمييز". وقد جاء في كلمة الدبلوماسي الجزائري بأنه "لتحقيق ذلك يتعين علينا العمل سويا للدفع بعملية الإصلاح الشامل لمنظومة الأممالمتحدة من أجل تحسين أداءها وتعزيز كفاءتها للاضطلاع بالمسؤولية المنوط بها بموجب ميثاق الأممالمتحدة. مع التركيز على عنصر تفعيل الدور المركزي للجمعية العامة وإصلاح مجلس الأمن لتحقيق مزيد من الشفافية والتمثيل الجغرافي العادل ووضع حد للإجحاف التاريخي المفروض على القارة الإفريقية". وأوضح المتحدث بأن الجزائر تؤكد مجددا "أهمية الالتزام بمسار المفاوضات الحكومية الدولية بشأن إصلاح مجلس الأمن بصفته الإطار التفاوضي الوحيد للمضي في مسألة إصلاح مجلس الأمن وفقاً لقرار الجمعية العامة 62/ 557 المؤرخ في 15 ديسمبر 2008 وأهمية إتباع نهج متكامل يدعو إلى إجراء إصلاح حقيقي وشامل لمجلس الأمن يضم المسائل الرئيسية الخمس الواردة في القرار، بما يتماشى مع الموقف الإفريقي الموحد على النحو المنصوص عليه في توافق إزولويني وإعلان سرت".
كما جاء في بيان الممثل الدائم "إن المقاربة التي اتبعتها الجزائر في مجال إصلاح منظومة الأممالمتحدة تنسجم بشكل عام مع جميع المبادرات الهادفة إلى تعزيز العلاقة التكاملية والتفاعلية بين الجمعية العامة ومجلس الأمن، والتي تفسح المجال لجميع الدول للإعراب عن مواقفها والتعبير عن آرائها وتوقعاتها بشأن العديد من القضايا التي تقع ضمن اختصاص مجلس الأمن والتي يتعين أن تظل على رأس جدول أعمال الأممالمتحدة". وختم العرباوي كلمته "هدفنا الأساسي يكمن في السعي المشترك للمساهمة بشكل جماعي لدعم أهداف ومبادئ الأممالمتحدة حتى تتمكن منظمتنا من الاضطلاع بمهامها بشكل أكثر فعالية ونجاعة لضمان حق الشعوب، حق الإنسان، في العيش الكريم، في كنف الحرية والسلام و الكرامة". وكانت الأممالمتحدة قد صادّقت على قرار يلزم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بتبرير استخدامها حق النقض "الفيتو".