تظاهر المئات من التونسيين اليوم في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، ضد الرئيس قيس سعيد، رفضا لما يصفونه "بالانقلاب" على الشرعية والدستور، والمطالبة بإلغاء الإجراءات الاستثنائية ل 25 جويلية 2021، ورفضا لخطة إجراء استفتاء على دستور جديد يعتزم الرئيس قيس سعيد طرحه في 25 جويلية المقبل. وتجمع المئات من التونسيين والناشطين وسط العاصمة تونس استجابة لدعوات وجهها ائتلاف"مواطنون ضد الانقلاب" و"جبهة الخلاص الوطني"، وحركة النهضة، رفعة خلالها شعارات ولافتات تعارض توجهات الرئيس قيس سعيد، على غرار " يسقط الانقلاب"، المطالبة برحيل الرئيس من سدة الحكم ، ورفض تغيير هيئة المستقلة للانتخابات، "لا اسقاط المؤسسات الديمقراطية"، وتحذيرات من خطورة الأوضاع ، واستنكار قرارات تصفها جبهة الخلاص الوطني بمحاولة "وضع اليد على جميع السلطات وضرب الحريات" وقال القيادية في حراك مواطنون ضدّ الانقلاب سميرة الشواشي في تصريح: "حضور الجماهير الغفيرة اليوم يؤكّد التحام المواطنين بالطبقة السياسية المناهضة للانقلاب وللمطالبة بإيقاف تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي للتونسيين وفكّ عزلة الدولة خارجية ولا يمكن التقدّم في أيّ إصلاح إلاّ من خلال وحدة وطنية". وقال المحامي والمتحدث باسم ائتلاف" مواطنون ضد الانقلاب جوهر بن مبارك خلال التجمع ان جبهة المعارضة بصدد التوسع وتحضر لمفاجآت سياسية الأسبوع المقبل، وأعلن بدء التحركات على مستوى الولايات "المطالبة بعودة الشرعية وسقوط الانقلاب وتجاوز عشرة الأشهر السوداء التي قادها قيس سعيد" بحسبه، فيما قال الناشط محمد الأمين البوعزيزي ان هذه المظاهرة تشهد على تطور في الموقف الاحتجاجي، حيث تعد أول تحرك ميداني مشترك بين ائتلاف مواطنون ضدّ الانقلاب و جبهة الخلاص الوطني التي تضم أحزابا سياسية وتنظيمات مدنية ويقودها الوجه السياسي البارز أحمد نجيب الشابي . وبخلاف كل المظاهرات السابقة، لم تتعرض قوات الشرطة للمتظاهرين، حيث لم تشهد المظاهرة أي احتكاك بين الطرفين، بعد ترخيص وزارة الداخلية للمظاهرة ووضع مداخل لتأمين المتظاهرين كما سمحت لهم بإدخال واستخدام الشاحنة تحمل تجهيزات الصوت، ويبدو أن الداخلية اضطرت الى ذلك بعد التسهيلات التي منحتها الأسبوع الماضي لمظاهرة نظمها المؤديون للرئيس قيس سعيد وقال الرجل السياسي البارز في تونس نجيب الشابي خلال المظاهرة أن " التهديدات التي يوجهها الرئيس قيس سعيد لا تخيفنا، فالقوى الديمقراطية لا يهابون السجون والترهيب لأنّهم متعودون على النضال والصبر والتضحية"، مضيفا" أقول لقيس سعيّد قد أخطأت العنوان وإنّك لا تعرف الرجال من المناضلين من أجل الديمقراطية الذين قضى بعضهم 16 سنة في السجون، مقل رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي". من جهته أكد رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي على قناة "بي بي سي "، أن"خط الرجعة لا يزال ممكنا، لأنه عندما تختلف النخب، فليس هناك أيّ حلّا إلاّ أن تجتمع حول طاولة الحوار، بينما أخطر فكرة هي الإقصاء والاستبعاد وتونس دولة تتسع لكل أبنائها"، مضيفا أن "حركة النهضة سبق أن تنازلت عن السلطة ولا نزال مستعدين لتقديم أي تنازل من أجل أن تستمر الديمقراطية "، واعترف بارتكاب أخطاء "ارتكبنا أخطاء لا شكّ في ذلك، وأوّل خطأ ارتكبناه هو أنّنا انتخبنا رئيسا ما كان ينبغي أن نعارضه اليوم".