أغلق، منتصف ليلة أول أمس، "الميركاتو" الصيفي أبوابه في أوروبا، وأنهى معه كل الآمال المعلقة في تسويق المزيد من اللاعبين الجزائريين المحليين إلى بطولات القارة العجوز. على العكس من ذلك، بات من الواضح تراجع القيمة التسويقية للاعب الجزائري وبشكل خاص في أوروبا، وهو ما يمكن ربطه أيضا بتراجع نتائج المنتخب الأول وغيابه عن أكبر محفل عالمي؛ والمتمثل في مونديال قطر. صنع نادي بارادو الاستثناء مرة أخرى، عندما وفق في "تصدير" اسمين جديدين إلى بطولات أوروبا، مع المهاجم نذير بن بوعلي المنتقل لنادي شارلوا البلجيكي، والمدافع حمزة موالي المنتقل لنادي لافال الفرنسي على سبيل الإعارة، وسط مخاوف حقيقية من أن توقف "عجلة" التصدير في أشهر أكاديمية في الجزائر، بسبب نقص جودة اللاعبين الذين جرى تكوينهم في الفترة الأخيرة، فيما كان ثالث اسم يرحل من بطولة "الاحتراف" بالجزائر نحو أوروبا هو مدافع شباب بلوزداد والمنتخب الوطني تحت 23 سنة، بكوش، الذي انتقل لنادي ليفانتي الاسباني على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء، وقد نضيف إلى هؤلاء المدافع إلياس شتي، ولو أن تونس وبطلها الترجي كانت بوابة العبور بالنسبة له نحو نادي أنجي الفرنسي، ولسنا ندري إن كان من الصحيح أن نضم أيضا اسم لاعب وفاق سطيف منصف بقرار إلى هذه القائمة الضيقة، على أساس أن انتقاله كان نحو ناد مغمور، وهو أسترا الكرواتي، في صفقة تنقل حر وراتب شهري لا يتعدى 5 آلاف أورو شهريا.
200 ألف أورو لدغموم.. و2 مليون أورو لبانون
تعكس حالة اللاعب عبد الحكيم دغموم، بشكل واضح، تراجع القيمة السوقية للاعب المحلي، حيث انتقل اللاعب الدولي في المنتخب المحلي إلى ناد "متواضع" في بطولة مصر، وهو نادي المصري البورسعيدي، مقابل 200 ألف أورو فقط، قيمة بعيدة كل البعد عن الأرقام التي تسجلها بالمقابل انتقالات لاعبي تونس والمغرب (ساسي فرجاني، بدر بانون، أشرف بن شرقي وغيرهم) إلى أندية الأهلي والزمالك (الأهلي دفع 2 مليون أورو إلى الرجاء البيضاوي من أجل صفقة مدافعه بدر بانون).
البطولة المغربية.. البديل الجديد
وبعد عزوف امتد لسنوات عديدة، اقتصر فيها التمثيل الجزائري ببطولة المغرب على الفنيين والمدربين، لعل أبرزهم يبقى عبد الحق بن شيخة دون منازع، عادت البطولة المغربية لتستقطب العشرات من اللاعبين الجزائريين، ومنهم عناصر من المنتخب الأول في صورة المدافع حسين بن عيادة، الذي فسخ عقده مع النجم الساحلي وكان مرشحا للالتحاق ببطولة نجوم قطر، قبل أن يختار بطل إفريقيا نادي الوداد البيضاوي (الصفقة تمت عشية أمس)، وسبقه إلى هناك مدافع شبيبة الساورة عماد الدين بوبكر، الذي يبحث عن التقدير الذي لم يحظ به في الجزائر، رغم أدائه المنتظم مع فريق نسور الجنوب في آخر موسمين. وستضم بطولة المغرب الموسم المقبل حارسي شباب بلوزداد السابقين، مرباح قايا الذي انضم الموسم الماضي لصفوف الرجاء البيضاوي، فيما سيحرس زميله في الشباب سابقا توفيق موساوي عرين نادي أولمبيك خريبڤة، بعد أن فسخ قبل أيام عقده مع بلوزداد. وعلى عكس ما يحدث في بطولة تونس، تعرف الأندية المغربية حالة من الاستقرار المادي تغيب عن تونس وقبلها عن الجزائر، لنأخذ على سبيل المثال انتقال لاعب "متوسط" مثل قيبوع الذي لم يكن يتقاضى مستحقاته في شلغوم العيد، إلى نادي مولودية وجدة، مقابل منحة إمضاء 350 ألف درهم، ما يعادل أكثر من 465 مليون سنتيم جزائري، لتصعد إلى 400 ألف درهم في الموسم الثاني، يضاف إليها راتب شهري بقيمة تناهز 20 مليون سنتيم (15 ألف درهم) شهريا. وساهمت الكلفة المتواضعة للاعب الجزائري في استقطاب المزيد من اللاعبين المحليين في المغرب، امتد حتى لبطولات الدرجة الثانية مع حارس أولمبي المدية سعيد دعاس الذي وقع للنادي الثاني في فاس، ومهاجم اتحاد عنابة منيب إرشاد الدين بن مرزوق الذي وقع لنادي واد زام. وبالمقابل، انعكست الأزمة الاقتصادية التي تعرفها تونس على وضع اللاعبين الجزائريين هناك؛ حيث تم تسجيل "هروب جماعي" سبقه عديد القضايا المسجلة على مستوى الاتحاد الدولي للعبة بسبب تأخر فرق تونسية في الوفاء بالتزاماتها المادية تجاه لاعبينا، لتختلف الوجهة ما بين الانتقال إلى المغرب، وهو حال المدافع الدولي حسين بن عيادة، أو الجزائر كما فعل المدافع لعوافي وزردوم وآخرون.. وما بين من انتقل شرقا نحو بطولات الخليج، ومن بين هؤلاء نسجل اللاعب الدولي بدران المنتقل إلى نادي ضمك، لاعب بنزرت بودرامة (إلى نادي الفيصومة).