يعرف سوق الانتقالات في الجزائر حركية بطيئة نوعا ما بالنسبة لتحويل اللاعبين نحو الخارج مقارنة بالموسم الفارط، الذي عرف انتقال عدة عناصر إلى بطولات أوروبية، وفي مقدمتها ثنائي بارادو أدم زرقان وعبد القهار قادري المنتقلان إلى الدوري البلجيكي عبر بوابة كل من شارل لوروا وكورتري على التوالي ومهاجم وفاق سطيف محمد الأمين عمورة المنضم إلى نادي لوغانو السويسري وبلال مسعودي الذي تنقل إلى بلجيكا بصيغة الإعارة قبل أن تقوم إدارة كورتري بشراء عقده من نادي شبيبة الساورة. وسوّقت البطولة المحلية إلى غاية الآن لاعبين فقط نحو أوروبا، بداية بمهاجم نادي بارادو بن بوعلي الملتحق بزميله زرقان في نادي شارل لوروا، إضافة إلى مهاجم وفاق سطيف منصف بقرار المتنقل إلى الدوري الكرواتي، وهو ما يطرح علامات استفهام حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التراجع، ولو أن العديد يرى بأن النتائج الأخيرة للخضر وعدم التأهل إلى المونديال، إضافة إلى الخروج المبكر من كأس أمم إفريقيا بالكاميرون له تأثير مباشر، بدليل أن السنوات الماضية، سيما بعد التتويج بكان مصر، عرفت انتعاشا كبيرا في سوق الانتقالات الأجنبية، وتحويل عدة عناصر إلى مختلف البطولات، بالرغم من كون الدوريات الخليجية، لا تزال تستهدف اللاعبين الجزائريين ولكن ب"موضة جديدة". بارادو يحافظ على التقاليد حافظ نادي بارادو على تقاليده، والمتمثلة في تكوين اللاعبين ثم تسويقهم إلى الخارج، والعمل على جني أموال تسمح لهم بتسيير الموسم الرياضي بكل أريحية، مثلما حدث الموسم المنقضي، عندما تمكنوا من الاستفادة من مبالغ فاقت 30 مليار سنتيم، حيث جاء الدور هذه المرة على صفقة مهمة نظير تحويل المهاجم بن بوعلي إلى نادي شارل لوروا البلجيكي مقابل نصف مليون أورو، مع أحقية الحصول على 50 بالمئة من صفقة انتقاله إلى نادي آخر. كما تدعمت خزينة بارادو بأموال أخرى نظير بعض الصفقات المحلية، في صورة انتقال بوقرة إلى شباب بلوزداد، في وقت لم يتمكن مسؤولو "الباك" من إقناع بوزوق بتجديد عقده قبل الانتقال إلى الرجاء. بقرار على طريقة سوداني وفضل مهاجم وفاق سطيف الاقتداء بمهاجم المنتخب الوطني هلال العربي سوداني، من خلال خوض تجربة احترافية بالدوري الكرواتي، وذلك عبر بوابة نادي إسترا، في وقت صنع ابن مدينة الشلف التاريخ مع نادي دينامو الكرواتي، وتوج بجائزة أفضل هداف، ما جعله يحظى بمكانة خاصة، ويمنح صورة جميلة عن اللاعب الجزائري. ويطمح بقرار لتكرار نفس تجربة سوداني، خاصة بعد البداية الموفقة، ونجاحه في تسجيل أول أهدافه مع ناديه في أول ظهور رسمي له. وكان بقرار قد انتقل إلى صفوف نادي إسترا في صفقة انتقال حر، حيث لم يستفد وفاق سطيف من تحويله ماديا، على عكس ما حدث مع المهاجم محمد الأمين عمورة الصائفة الماضية. الدرجة الثانية السعودية وجهة جديدة لا تزال الوجهة الخليجية تصنع الاستثناء، وتعتبر قبلة اللاعبين الجزائريين، لكن "الموضة الجديدة"، تتمثل في تفضيل عديد العناصر الانضمام إلى أندية تنشط في الدرجة الثانية السعودية على البقاء في البطولة المحلية، رغم أن مصادر موثوقة أكدت للنصر، بأن الرواتب التي يستفيد منها اللاعبون مقابل الانضمام إلى أندية في الدرجة الثانية السعودية، تعتبر نفس قيمة أجور اللاعبين في الرابطة المحترفة، غير أن المشاكل التي تتخبط فيها جل الفرق، وعدم تسوية مستحقات اللاعبين، أجبرت الكثير على تحويل الوجهة نحو الدوري السعودي الثاني. واستقطب دوري الدرجة الثانية السعودي إلى غاية الآن كل من جعبوط (نادي أحد) ودمان (نادي السد) وناش (القيسومة السعودي) وخذايرية وعريبي (الشعلة السعودي)، دون نسيان بودرامة وجاوشي. فريوي بانتقال غير متوقّع شهدت فترة الانتقالات الحالية وجهة غير متوقعة بالنسبة لأفضل هداف للبطولة الوطنية سامي فريوي، الذي فضل الانتقال إلى الدوري البحريني عبر بوابة نادي الخالدية، بعدما كان مقترحا على عدة أندية سعودية وإماراتية، قبل أن يستقر على خيار ناد غير معروف على الساحة الخليجية، وفتح الأبواب لانتقال صانع الألعاب هشام العقبي إلى نادي المحرق، بعد تجربة طويلة في الملاعب السعودية. كما دخلت أندية بحرينية أخرى في اتصالات مع لاعبين جزائريين آخرين، فيما انتقل حمزاوي الى نادي الفجيرة ملتحقا بالمدرب نشمة، ما يؤكد بأن نجاح نجوم الخضر في الدوريات الخليجية في صورة براهيمي وهني وبونجاح ومبولحي وزغبة جعلت الأندية البحرينية، تريد رفع مستوى الدوري بالاعتماد على لاعبي شمال إفريقيا. الدوري التونسي لم يعد الخيار الأفضل لم يعد الدوري التونسي الخيار المفضل بالنسبة للاعبين الجزائريين، بعد أن عرفت السنوات الأخيرة هجرة لعديد العناصر، بدليل أن الموسم الفارط، عرف انتقال ما لا يقل عن عشرة لاعبين، في صورة لعوافي وأمقران وعدادي وبوتمان والبقية، قبل أن يؤثر بشكل كبير قرار الجامعة التونسية لكرة القدم، والمتمثل في عدم اعتماد لاعبي شمال إفريقيا لاعبين محليين، ما يعني بأن اللاعبين الجزائريين يعتبرون أجانب، وهو ما أجبر عدة عناصر على الرحيل، بدليل أن فترة الانتقالات الحالية لم تعرف انتقالات إلى الدوري التونسي، بل على العكس تماما الكثير فضل المغادرة، وفي مقدمتهم مدافع الخضر عبد القادر بدران، الذي فضل الوجهة السعودية بانضمامه إلى نادي ضمك، والذي يضم أيضا كل من سوداني وشافعي وزغبة. لاعبون يترقّبون آخر ساعات الميركاتو يترقب لاعبون آخر ساعات الميركاتو من أجل تحديد وجهتهم المستقبلية، سيما وأن الكثير ينتظر الحصول على أوراق تسريحه من طرف لجنة المنازعات، بعد الشكاوي المقدمة ضد الأندية والتي بلغ عددها 160 شكوى، في رقم يؤكد وجود خلل ما على مستوى منظومة الاحتراف في بلدنا، ما يعني أن إمكانية مشاهدة عناصر أخرى تغادر البطولة الوطنية يبقى واردا، رغم أن الإشكال الوحيد الموجود، يتمثل في كون جل الفرق الخارجية تقارب على إنهاء ملف التعاقدات وباشرت التحضيرات تحسبا للموسم الكروي الجديد منذ مدة، بل هناك بطولات انطلقت، مثلما هو الحال بالنسبة للدوري القطري. ومن بين العناصر التي تقترب من خوض تجربة في الخارج، نجد مدافع شبيبة الساورة عماد الدين بوبكر الذي ينتظر الحصول على أوراق تسريحه لترسيم انضمامه إلى صفوف الوداد البيضاوي. أسماء فضّلت العودة على عكس السنوات الماضية، فقد عرف "الميركاتو" الحالي عودة عدة لاعبين إلى البطولة المحلية، بعد خوض تجارب في الخارج، كما أن هناك لاعبين فضلوا البطولة الوطنية على البطولات الأوروبية، مثل ما هو الحال بالنسبة للمهاجم إدريس سعدي الذي كان ينشط في الدرجة الثانية الفرنسية مع نادي باستيا، قبل أن يقتنع بعرض بطل النسخة الماضية شباب بلوزداد، الذي لم يكتف بالتعاقد مع سعدي فقط من الخارج، بل نجح أيضا في الظفر بخدمات صانع ألعاب نادي لوميل البلجيكي بوالصوف على سبيل الإعارة مع أحقية شراء العقد. كما سار نادي مولودية الجزائر على نفس منوال شباب بلوزداد، عندما نجح في التعاقد مع مدافع نادي بيرشوت البلجيكي محمد رضا حلايمية، والذي يعتبر أحد أفضل التعاقدات التي قامت بها الأندية، على اعتبار أنه مدافع دولي وتواجد مع المنتخب الوطني في التربصات الأخيرة، والحال كذلك بالنسبة للمدافع عبد اللاوي الذي فضل العودة إلى البطولة المحلية بعد تجارب في أوروبا والخليج، آخرها مع نادي الاتفاق السعودي. وعرفت الساعات القليلة الماضية ارتفاعا في عدد اللاعبين العائدين إلى البطولة الوطنية، بعد تعاقد مولودية الجزائر مع متوسط ميدان حسنية أغادير بن عبدي، وقبله زردوم مهاجم النادي الإفريقي فضل الانضمام إلى شبيبة القبائل، إضافة إلى نجاح جمعية الشلف في التوقيع لمتوسط ميدان نادي المنيستير عدادي. بوقرة المستفيد الأكبر لا يختلف اثنان بأن عودة عدة لاعبين إلى البطولة الوطنية، سيصب بالدرجة الأولى في مصلحة مدرب المنتخب الوطني المحلي مجيد بوقرة، كيف لا وهو الباحث عن تشكيل منتخبا قويا تحسبا لكأس إفريقيا للاعبين المحليين، التي ستجرى في الجزائر مطلع السنة الجديدة، والأسماء العائدة تمتلك من الخبرة ما يكفيها لتقديم الإضافة إلى كتيبة "الماجيك"، خاصة على مستوى الخط الخلفي، في وجود رباعي سبق له تقمص ألوان المنتخب الوطني الأول، بداية بالمدافع الأيمن حلايمية مرورا بثنائي الجهة اليسرى من الدفاع عبد اللاوي ولعوافي ووصولا إلى المدافع المحوري مصمودي. ولن يقتصر تدعيم المنتخب المحلي على مستوى الدفاع فقط، بل حتى منصب وسط الميدان عرف عودة عدة لاعبين مميزين في صورة بن عبدي المنضم إلى مولودية الجزائر وبوصوف صانع ألعاب شباب بلوزداد الجديد، وحتى الهجوم لن يشكل عائقا بالنسبة للمدرب بوقرة، رغم رحيل بعض الأسماء إلى بطولات خارجية في صورة عريبي المنضم حديثا إلى المغرب الفاسي، والذي عوضه مهاجم باستيا إدريس سعدي في شباب بلوزداد، وسيكون أحد أبرز الأوراق في يد "الماجيك"، إضافة إلى الملتحق في الساعات القليلة الماضية بشبيبة القبائل زردوم، بعد تفضيله مغادرة الدوري التونسي والنادي الإفريقي. وأبدى بوقرة في التصريحات الأخيرة تخوفاته من إمكانية مغادرة بعض الركائز، قبل أن يتفاجأ بعودة عدة أسماء إلى البطولة المحلية، وهو ما سيسهل من مأموريته، خاصة وأنه صرح بأن ضبط التعداد لن يكون إلا في شهر سبتمبر، وذلك بعد نهاية فترة الانتقالات الصيفية، وهو إجراء احترازي أراد من خلاله "الماجيك" تفادي السيناريو الذي عاشه في الفترة، التي سبقت التحضير لكأس العرب قطر 2021.