عادت التظاهرة التاريخية و السنوية " الربيع البليدي"، إلى قلب مدينة الورود ( سابقا ) ، بعد أربع سنوات من الاختفاء و الغياب ، معبقا بنشاط فني ملون ، شاركت فيها فراشات و براعم و جمعيات ثقافية، قدمت في موكب بهيج عرضا احتفاليا جميلا، تلون في تزاوج منسق بين عروض في التقاليد و التاريخ و الحداثة، و اختار المنظمون هذه المرة أن تكون الاحتفالية ، ممتدة من أول يوم لفصل الربيع الى غاية حلول فصل الصيف. الربيع البليدي ، في خيار لشعار " أمجاد و ورود البليدة بالأمس و اليوم و غدا " ، جاء هذه المرة زاهيا بالألوان ، و الدلالات على عراقة الحدث الموروث ، استعرض المنظمون في حفل الافتتاح ، تقاليد المنطقة و في لوحات عاداتها في تقطير الورد و الزهر ، و أصناف من الاطباق و الحرف و التحف ، ليعلن عن انطلاق موكب مشكل ، بين أطفال تلونوا كالفراش بالأحمر و الاصفر و الابيض و الاخضر ، مواكب للخيل و الكشافة ، و مواكب لعربات و سيارات عتيقة و دراجات ميكانيكية ، تموقعت في مقدمة وأطراف تلك العروض، و كأنها حارس يشبه حراس البروتوكول الرسمي ، و ما زاد في رونق الموكب السيار ، أن الورد كان حاضرا بمختلف الألوان . و حسب المنظمين فإن التظاهرة ، و التي كانت تقليدا تاريخيا مبهرا منذ عشرات السنين، وصل صيته الى إلى أعالي البحار ،على خلفية أن البليدة هي مدينة و عاصمة للورد و الرياحين بامتياز ،منذ مقدم مؤسسها سيد أحمد الكبير، و عراقتها منذ تلك الأزمنة في الحفاظ على تقليد تقطير ماء الزهر ، و استخلاص العطور المشهورة من النباتات العطرية ، مثل نبات "العطرشة" ،و التي كانت تشتهر بها منطقة الشفة الى الغرب، يسوق و يصدر الى أوروبا، و استخلاص أيضا ماء الزهر من ورود أشجار" لارنج "،و التي ما تزال في نسبة شامخة ، لكنها تقوست و انحنت، رغم محاولتها مقاومة عبث البشر و" الإهمال و نقص الاهتمام" ، و أن المنظمين ارادوا من التظاهرة ، في مغزاها و معناها ، التذكير بكل هذا الموروث المتبقي ، عسى في ذلك أن تتجدد فيه الروح ، و لا يبقى مرسوم و موسوما إلا في احتفال و يختفي ، ولكن الغاية أن يتم إحياء مثل هذا التقليد و الحفاظ عليه ، لأنه و باختصار مرتبط بهوية المكان و الإنسان في البليدة .