أكد سيدي محمد عمار، عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، أن احتفال الشعب الصحراوي بالذكرى الخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، هو "تخليد لنصف قرن من الكفاح والمقاومة والوحدة". وأوضح محمد عمار -خلال مقابلة أجراها مع قناة ريل نيوز ببالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية - أن تأسيس جبهة البوليساريو كان "نتيجة لوعي الشعب الصحراوي بضرورة الانتقال من المواجهة السلمية مع الاستعمار الإسباني، إلى المواجهة، في إطار حركة تحرير وطني تتخذ من الكفاح المسلح وسيلة للتحرير". وفي رده على سؤال حول الدروس التي يمكن استخلاصها من تجربة ال 50 عاما الماضية، قال الدبلوماسي الصحراوي أن "أهم الدروس المستخلصة في ظل ما حققناه من إنجازات هائلة في مجالات مختلفة هي أن أساس أي حركة تحرير هو الشعب"، مشيرا الى إن جبهة البوليساريو هي "حركة شعبية قوامها الشعب الصحراوي، حيث تجمع وتمثل كل الصحراويين في مخيمات اللجوء، وفي الأراضي المحررة، والمناطق المحتلة، وفي الشتات، الذين يكافحون من أجل الأهداف نفسها، وهذا هو ما عزز وحدة شعبنا وجنبنا المشاكل المألوفة التي واجهتها بعض حركات التحرر الأخرى". وفيما يتعلق بموقف الاتحاد الافريقي من القضية الصحراوية، أكد المسؤول الصحراوي أن "الجمهورية الصحراوية عضو مؤسس (في الاتحاد الافريقي)، وموقف الاتحاد من القضية واضح للغاية، حيث أنه يستند على مبادئ وأهداف قانونه التأسيسي، بما في ذلك مبدأ احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال ومعارضة استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد الدول الأعضاء والتسوية السلمية للنزاعات"، معتبرا أن "هذه المبادئ تشكل القيم التوجيهية التي يقوم عليها موقف الاتحاد الأفريقي بشأن النزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية". وبخصوص مدى تأثير التحولات التي حدثت في السياسة العالمية خلال نصف القرن الماضي على القضية الصحراوية، أبرز ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، أن "أمل الشعب الصحراوي كان وما زال أن تقود نتائج تلك التغيرات مقرري السياسات في الولاياتالمتحدة، وفي الغرب عموما، لإعادة التفكير في بعض مفاهيمهم الخاطئة ومواقفهم المتحيزة بشأن جبهة البوليساريو، واستيعاب حقيقة أن الأيديولوجية الرئيسية لجبهة البوليساريو هي تحرير الصحراء الغربية والدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي، وبالتالي فإن من يدافع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان وحرية الشعوب سيجد جبهة البوليساريو إلى جانبه".