بعيدا عن القمة العاصمية، أمس، بملعب 5 جويلية 1962، التي انتهت بتأهل شباب بلوزداد على حساب مولودية الجزائر إلى ثمن نهائي كأس الجزائر، وبعيدا عن تداعياتها من حيث أخطاء التحكيم وغضب جماهير العميد وفرحة "بلكور"، مشهد قائد المولودية، أيوب عبد اللاوي، وهو ينهال على الحكم المساعد بالشتم وبالكلام البذيء الذي بلغ مسامع مشاهد التلفزيون العمومي، أكثر ما شدّ الرأي العام عقب انتهاء المباراة. الصورة المركزة على لاعب المولودية، أيوب عبد اللاوي، في حدود الدقيقة التسعين من عمر المباراة، وهو يتوجه بكلام بذيء "مكرر" للحكم المساعد، كخيار منه للتعبير عن غضبه على قراراته، صدمت الجميع، وقد فرض "نجم" العميد، قسرا، على عشاق الكرة وهم في بيوتهم وبين ذويهم يتابعون أطوار تلك المباراة المثيرة، سماع كلام يخدش الحياء، والذي يُسقط، وبالضربة القاضية، تلك العبارة السائدة على أن الرياضة "تربية وأخلاق". ولم يكن لغياب تقنية إعادة اللقطة عن طريق الفيديو في دور يسبق ربع النهائي في تلك المباراة، أن يُجنّب تصرّف أيوب عبد اللاوي المشين الانتشار مثل النار في الهشيم، وربما من سوء حظه أن يركز المخرج عليه وأن يكون ميكروفون التلفزيون من على خط التماس قريبا منه، حتى يكتمل المشهد بالصوت والصورة، ويقف الرأي العام على حقيقة اللاعب الجزائري "المحترف"، حين يفقد أعصابه بسبب عجزه عن تقديم الإضافة لفريقه. ومن الخطأ اليوم الاعتراف ب"العُرف" المنتشر والمتداول على أن اللاعب "خط أحمر"، وجب عدم تجاوزه حتى وإن خرج هذا اللاعب، الذي يتقاضى الملايير دون أن يرتقي باللعبة إلى مستوى عال، عن قواعد الانضباط وتجاوز كل الخطوط الحمراء المتعلقة بالأخلاق، كون "الخوف" من ردة فعل الجماهير، ونحن نفكّر ألف مرة قبل إصدار عقوبة مستحقة على اللاعب، لن يُفضي سوى إلى نتيجة واحدة مؤسفة، تجعل السلوك المشين يأخذ قسرا مكان القيم والمبادئ. وحين نتحدث بضمير "الجمع" عما وجب انتهاجه من سياسة، وما وجب اتخاذه من قرارات حيال ما يضرب الرياضة في أسسها، فإننا نقصد بذلك المجتمع بكل شرائحه، ونركز في طرحنا أكثر على "ضمير" هذا المجتمع، وهو الإعلام، وعلى أصحاب القرار، ونقصد بهم الرسميين من الحكام والمسيرين على مستوى الهيئات والأندية، حتى نضمن نهاية "المباراة" بين "القيم والأخلاق" وبين "التصرف المشين" لصالح الفريق الأول على الدوام، حتى ولو تطلّب منا الأمر "ترويض" دعاة وحماة ورعاة الطرح الخطأ والسائد والقائل "هذا هو الملعب"، لتبرير كل ما هو مشين. وحتى وإن كان تصرف أيوب عبد اللاوي، اللاعب الدولي السابق، سيقوده، بفضل تحول نفس الصورة المخزية التي خدشت الحياء، إلى "شاهد إثبات" ضده أمام لجنة الانضباط التي قررت استدعاءه، فإن التساؤل يبقى مشروعا عن موقف الحكم المساعد الذي سمع بوضوح إهانة اللاعب لأعز شخص إليه دون أن يحرّك ساكنا، فغياب "ردة فعل" الحكم المساعد وحتى الحكم الرئيسي، وعدم توجيه بطاقة حمراء مباشرة لقائد المولودية، على الرغم من جسامة الخطأ، يجعلنا نخاف أكثر على منظومتنا الكروية التي أصبحت تحت رحمة الجماهير وردة فعلها. سؤال وجب توجيهه إلى "قائد" المشهد الذي صدم المشاهد، لنعرف منه شعوره والجماهير تشتم والدة حراس المرمى؟.. فذلك الواقع المرّ جعل الرأي العام والإعلام والرسميين يتعاطفون مع "زملائه" من حيث المبدأ ولأجل التصدي لنفس التصرفات المشينة التي صدرت منه، وهو الموقف ذاته الذي ثبت عليه هؤلاء على أمل أن يكون ذلك "الخروج عن النص" المخزي آخر المَشاهد المفروضة على المُشاهد.
عبد اللاوي مهدد بالإيقاف في أربع مباريات
وأصبح قائد نادي مولودية الجزائر، أيوب عبد اللاوي، مهددا بالإيقاف في أربع مباريات، مع تغريمه بقيمة 40 ألف دينار جزائري، بعدما ضبطته كاميرا التلفزيون العمومي وهو يوجه كلاما بذيئا للحكم المساعد هواري، خلال المباراة المتأخرة عن الدور السادس عشر لكأس الجزائر، التي احتضنها، أول أمس، ملعب 5 جويلية 1962 الأولمبي. واستنادا إلى المادة 58 من قانون العقوبات، فإنه "أي تعليقات مسيئة أو تشهيرية أو مبتذلة لأحد رسميي المباراة تعتبر تصرفا غير رياضي، ويتم فرض عقوبة الإيقاف في أربع مباريات في حق اللاعب المذنب مع تغريمه بقيمة 40 ألف دينار جزائري. وعليه، فإن لاعب مولودية الجزائر، أيوب عبد اللاوي، المقرر إحالته على لجنة الانضباط، سيتعرض إلى عقوبة الإيقاف النافذ لمدة لن تقل عن أربع مباريات، بسبب ما صدر منه من كلام مهين في حق الحكم المساعد هواري.