أبرز مدير المدرسة العليا للرياضيات، البروفيسور أحمد مدغري، اليوم الإثنين، الإرادة السياسية لدى السلطات العمومية، لغرس ثقافة تدريس وتعليم الرياضيات لدى الأجيال الصاعدة، وذلك من خلال الإعلان، أثناء اليوم العالمي للاحتفاء بالرياضيات، عن مشروع لدعم وتوسيع تدريس هذه المادة، بإنشاء ثانويات جديدة متخصصة في الرياضيات. وأوضح مدغري، لدى نزوله ضيفا على أمواج القناة الإذاعية الأولى، أن حرص الدولة على ترقية وتحسين تعليم الرياضيات في مختلف الأطوار التعليمية، يأتي لمواجهة التغيرات الجيو-سياسية الحاصلة في المنطقة والعالم ككل، لضمان مستقبل آمن للجزائر. وأضاف مدغري بالقول: "المدرسة العليا للرياضيات تعمل حاليا على تكوين جيل من المهندسين في الرياضيات، يمتلك ناصية العلوم والتكنولوجيا من المستوى العالي، تقع عليه مستقبلا مسؤولية قيادة قاطرة التقدم العلمي في البلاد، ومواكبة مختلف التحديات الجديدة عن طريق رفع كفاءة التعليم والتكوين". واستطرد مدير المدرسة بالقول: "يجب العمل على تحفيز التلاميذ على الالتحاق بشعبتي الرياضيات والتقني رياضي منذ الطور الأول للتعليم الابتدائي، عبر الترويج لأهمية الرياضيات في جميع مناحي الحياة، من خلال مراجعة أنماط التعليم التقليدية، وإدخال التقنيات الحديثة، مثل أجهزة الكمبيوتر وتنظيم المسابقات، والألعاب الإلكترونية الذكية والشطرنج، لجعلها مادة محبوبة منذ الصغر". وقال مدغري في السياق ذاته: "الرياضيات جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وهي كثيرة الاستخدام في مجالات الحياة المعاصرة، ومنها الطاقة والصحة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات الغذاء والدواء والماء، بالإضافة إلى قطاعات الرقمنة والخوارزميات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة، ولذلك يتعين علينا جميعا العمل على دحض بعض المغالطات الشائعة لدى عامة الناس، ومنها أن الخيارات المتاحة أمام الطالب بعد التخرج ضيقة ولا تتعدى أن يصبح أستاذا لمادة الرياضيات". وضمن هذا السياق، استشهد البروفيسور أحمد مدغري بتفوق العديد من الجزائريين في المنافسات الدولية مثل أولمبياد الرياضيات، أو الدورات الخاصة بأولمبياد الرياضيات العربية التي تنظمها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) مرة كل سنتين، وتتويجهم بميداليات ذهبية ومراتب مشرفة، ومثل هذه المنافسات من شأنها المساهمة في جعل هذه المادة محبوبة ومطلوبة من الأجيال الصاعدة". وبخصوص الشراكة مع الأجانب، أشار ضيف الإذاعة، إلى الاهتمام الكبير الذي توليه المدرسة العليا للرياضيات للتعاون في مجال تحسين أنماط التعليم الحديثة، عبر إبرام اتفاقيات مع العديد من المعاهد والجامعات المرموقة في العالم، ومنها الأمريكية والألمانية والإيطالية والبرازيلية، والبريطانية، في المنظور القريب، تقضي باستقبال أساتذة بصفة زائر شهريا، بهدف تعميق التواصل والاحتكاك وضمان الاستفادة المتبادلة. وأضاف مدغري قائلا: "نعمل أيضا على تعزيز الصلة بالجامعات والمؤسسات الاقتصادية الوطنية الكبرى، بهدف التعريف بالنوابغ والاطلاع على حاجياتها في مجال الإنتاج والتطوير، وكذا رفع قدرات الطلبة نظريا وتطبيقيا وتوسيع المهارات والتجارب". للتذكير، فقد أعلن وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، يوم السبت، عن فتح خمس ثانويات جهوية متخصصة في الرياضيات، لاستقطاب التلاميذ الحاصلين على أعلى المعدلات في الرياضيات في مرحلة التعليم المتوسط، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للرياضيات. ومن جهته، كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، بذات المناسبة، عن وجود 22 ألف طالب يدرس الرياضيات، و70 ألفا يدرسون علوم الكمبيوتر في الجزائر، و5 آلاف يدرسون الذكاء الاصطناعي.