أشاد أمس المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش بالرسالة التشجيعية للرئيس بوتفليقة التي بعثها للخضر سويعات قبل أول مواجهة للأفناك ضد نسور قرطاج وقال البوسني بأن تشجيعات بوتفليقة جد مهمة وأثرت على لاعبيه بشكل إيجابي للدفاع عن حظوظ الجزائر في هذه الدورة وهو يعلم بأن الرئيس مهتم بهذا المنتخب واللاعبون لن يخذلوه. وحتى إن كان وقوف رئيس الجمهورية بجانب التشكيلة الوطنية ليس حدثا جديدا ولا فريدا من نوعه، لأن بوتفليقة شذ عن القاعدة سنة 2009 وقرر إرسال أكثر من خمسين ألف مناصر إلى أم درمان للوقوف بجانب شجعان سعدان ضد فراعنة آل مبارك وحرموهم من الذهاب إلى المونديال. وما شد انتباه الصحفيين الأفارقة الذين حضروا ندوة أمس هو إصرار حاليلوزيتش على الإشادة بمسؤولي الدولة الجزائرية وهو الذي ظل ينتقد تدخل رئيس كوت ديفوار سابقا لوران غباغبو في أمور الفيلة إذ لم يهضم “الكوتش” وحيد كيفية تنحيته بعد هزيمة كابيندا ضد الخضر وقال آنذاك بأن رئيس الاتحاد جاك أنوما تعرض لضغط من رئيس الجمهورية لإقالته وشن حملة ضد تدخل الساسة في أمور الكرة، سيما في البلدان الإفريقية. ولعل المدرب البوسني فهم الدرس الإفريقي وتأكد بأن كرة القدم في هذه البلدان أكثر من عقيدة والساسة يستغلون كل موعد كروي ليستثمروا فيه والجزائر واحدة من هذه البلدان، كما أن حاليلو يعيش أصعب أيامه منذ توليه العارضة الفنية للخضر، حيث همس لنا مقربوه بأن المدرب لا ينام جيدا ويخشى أن يعيش نفس الكابوس الذي عاشه مع الفيلة في أنغولا ويريد كسب دعم الجميع بم في ذلك مسؤولي الدولة الجزائرية لأن أي نكسة في روستنبورغ قد لا يقوى روراوة نفسه على تحمل ضغطها ولن يتردد في نزع “الفيزيبل” الذي لن يكون سوى المدرب. ورغم إعلان رئيس الفاف دعمه لمدربه ورفض تغييره مهما كانت نتائج دورة جنوب إفريقيا، إلا أن حاليلوزيتش لا يثق في كلام أي مسؤول ويعلم يقينا بأن ضغط الشارع وقوة الساسة يتغلبان على أي رئيس”حكيم” وبالتالي ما عليه سوى مغازلة بوتفليقة ومقربيه لعل وعسى يشفع له يوم البركان. إن كان بين بوتفليقة وغباغبو فرق في التسيير، فإن حاليلوزيتش وبسبب الضغط الذي يعيشه من يوم لآخر جعله يقرر ليلا توظيف مهاجم ثان ثم يستيقظ ويختار اللعب بثلاثة لاعبي وسط دفاعي وفي المساء يقول لمساعديه بأنه قد يستعين بحليش، كل تلك التناقضات مؤشر واضح على أن البوسني يعيش ضغطا رهيبا لا يزيله سوى الفوز ضد تونس اليوم وهو ما يأمل فيه الملايين من عشاق “الخضرة”.