لا يختلف اثنان في أن موقعة الذهاب بعنابة والتي جمعت بين المنتخب الوطني الجزائري ونظيره المغربي حسمت لمحاربي الصحراء على ضوء عدة معطيات نذكر من أهمها الضغط الجماهيري الكبير الذي فرض على الخصم بملعب 19 ماي، ناهيك عن الروح القتالية واللعب الرجولي والتفوق في الصراعات الفردية لرفاق بوزيد وهو الوتر الذي حتما سيلعب عليه الأشقاء المغاربة في الدارالبيضاء حيث سيكون اللقاء بمعطيات مختلفة وسيحاول فيه الأشقاء الاستثمار في عدة نقاط لتحقيق الفوز ووضع قدم أولى في "الكان" القادم. تغيير ملعب مراكش بملعب الدارالبيضاء واللعب على وتر الجماهير ومن أهم النقاط التي يرى فيها الأشقاء المغاربة أنها ستمكنهم من تجاوز الخضر الاعتماد على نفس السلاح الذي اعتمد عليه الجزائريون في لقاء الذهاب ألا وهو الضغط الجماهيري الكبير، حيث أن أول الأشياء التي قاموا بها حين عودتهم إلى الديار هي تغيير الملعب الذي كان من المفترض أن يحتضن مقابلة العودة حيث تم تحويل القمة القادمة من ملعب مراكش إلى ملعب الدارالبيضاء بضغط من الشارع المغربي والذي استجابت له الجامعة المغربية بسرعة البرق. ضغط ال100 ألف مناصر المتوقع حضورهم إلى المدرجات تغيير الملعب من مراكش إلى ملعب الدارالبيضاء لم يكن عبثا من قبل الاتحادية المغربية، حيث من المتوقع أن يكون المنتخب المغربي يوم 3 جوان القادم مدعوما ب100 ألف مناصر مغربي في محاولة منهم لإعادة سيناريو عنابة والضغط الكبير الذي فرضه "العنانبة" على الضيوف، ال100 ألف مغربي سيكونون حتما ظلا ثقيلا على أشبال بن شيخة المطالبين بعدم الوقوع في فخ الموسم الماضي في القاهرة والذي ظهر جليا في ارتباك العناصر الوطنية في الدقائق الأولى لعدة أخطاء للضغط الذي فرضته الجماهير المصرية آنذاك والذي كلفنا هدفا مبكرا وكاد يكلفنا الإقصاء . النهج التكتيكي لغيريتس سيختلف عن موقعة الذهاب بعنابة كما لا يمكننا أن نغفل الجوانب التكتيكية التي سينتهجها الإخوان المغاربة بقيادة إيريك غريتس للإطاحة باللأفناك في لقاء العودة، حيث من المؤكد أن الخطة التي لعبوا بها في عنابة ستختلف حتما عن تلك التي سيلعبون بها في "كازا"، غيريتس اعتمد على خطة 4 – 5 -1 في عنابة بالاعتماد على مهاجم وحيد صريح وهو الشماخ وهو ما صعب من مأموريتهم في الوصول إلى شباك الحارس مبولحي رغم أنهم تحكموا في مجريات اللعب وصنعوا عديد الفرص لكن دون جدوى في غياب مهاجم مساند للشماخ، لقاء "كازا" سيكون مغايرا حيث من المنتظر أن يدخل المغاربة بخطة 4- 4- 2 معتمدين في ذلك على الشماخ ومهاجم آخر يساعده في محاولة منهم للتسجيل المبكر وهو ما سيخلق صعوبات كبيرة لرفاق بوقرة. الناخب المغربي سيلعب كامل أوراقه لتفادي الإقالة هذا دون أن ننسى أمر مهم جدا وهو أن الناخب المغربي غيريتس سيكون مجبرا على لعب كامل أوراقه في لقاء العودة "بكازا" لتحقيق الفوز لأن أي نتيجة غير ذلك تعني إقالته مباشرة، خاصة إذا ما علمنا أن الأصوات قد تعالت في الشارع المغربي والصحافة على وجه الخصوص بأن مدرب الأسود هو من يتحمل خسارة عنابة نتيجة أخطائه التكتيكية وعدم نجاحه في وضع التشكيلة المثالية، لهذا كله سيرمي المدرب البلجيكي بكامل أوراقه في الدارالبيضاء لتفادي الإقالة المبكرة. تعافي حاجي وضغط الشارع لاستدعاء الحمداوي نقاط أخرى وما يمكن الجزم به في لقاء العودة أن ضغط الهجوم المغربي سيكون كبيرا على دفاع منتخبنا كيف لا وغيريتس سيستعيد خدمات أهم لاعب في الخط الأمامي وهو القناص يوسف حاجي الذي سيكون في 3 جوان قد تعافى من إصابته ولعب عديد المباريات مع فريقه نانسي، زيادة على العودة المرتقبة للخطير الحمداوي مهاجم أجاكس أمستردام بضغط من الشارع المغربي الذي حمل مسؤولية إخفاق عنابة لغيريتس لعدم اعتماده على الحمداوي حيث أسال غياب هذا الأخير الكثير من الحبر في المغرب، نقاط على بن شيخة أخذ احتياطاته منها إذا ما أراد العودة بطوق النجاة من سفرية "كازا". رهان غيريتس على عودة بوصوفة إلى أجواء المنافسة ما لا يعلمه الكثير من الجزائريين هو أن لاعب الوسط الهجومي للمنتخب المغربي بوصوفة لعب مباراة عنابة وهو يعاني من نقص فادح في المنافسة بعد تجربته الجديدة في البطولة الروسية، حيث لم يخض مبارك منذ انتقاله إلى روسيا في فترة الانتقالات الشتوية سوى مباراة واحدة رسمية ما جعله يأتي إلى عنابة وهو يعاني بدنيا، وهو الأمر الذي سيختلف تماما في لقاء العودة حيث سيكون بوصوفة جاهز بدنيا بقدومه إلى كازا وفي قدميه عديد المباريات الرسمية. الخوف من تأثير المغاربة في تعيين حكم مباراة العودة الخوف وأكبر الخوف على التشكيلة الجزائرية من تنقلها إلى الدارالبيضاء من دخول عامل الكولسة في تحديد نتيجة مقابلة العودة، حيث سيعمل حتما المغاربة على التأثير على قرارات الكاف في تعيين حكم مباراة العودة كما حصل مع الأشقاء المصريين حينما ضغطوا على الكاف وأجبروها على تعيين "كوفي كوجيا" في المربع الذهبي لكأس إفريقيا الفارطة وهو ما حدد نتيجة المقابلة كما هو معلوم، الكولسة ستكون خصوصا إذا ما علمنا أن الجامعة المغربية قد أرجعت هزيمة منتخبها بعنابة إلى عامل التحكيم وهو ما ستستثمر فيه في لقاء العودة لتحقيق الفوز. نقاط تجعل بن شيخة مطالبا بتوخي الحذر النقاط السالفة الذكر التي سيستثمر فيها الأشقاء المغاربة في مقابلة العودة لتحقيق الفوز ووضع قدم أولى في "كان" 2012 والقضاء بصفة رسمية على أحلام الخضر في خوض غمار "الكان" ستضع الجنرال في ورطة حقيقية وفي مأمورية شبه انتحارية إذا لم يعمل على دراسة هاته النقاط الواحدة تلو الأخرى حتى يستطيع تجاوز هذه العقبة الصعبة بسلام.