على الرغم من أن عمره لا يتخطى 19 عاما إلا أن الفرنسي رافائيل فاران مدافع ريال مدريد يسير بخطى ثابتة نحو هدف أساسي وهو المشاركة أساسيا مع النادي الملكي بصورة دائمة، إلا أن هذا الأمر سيعني حتميا إزاحة أي من قلبي دفاع الريال، البرتغالي بيبي أو الإسباني سرخيو راموس واجلاسه على دكة البدلاء. فمنذ أن بدأ المدير الفني لريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينيو مسئولية تدريب “لوس بلانكوس" في 2010 ظل يحاول الوصول للتوليفة الأمثل في خطوطه الخلفية، حتى استقر على الثنائي راموس-بيبي في قلب الدفاع العام الماضي الذي نجح خلاله في التتويج بلقب الليجا. ظل هذا الثنائي هو المفضل لمورينيو وإن اضطرته الظروف في بعض الأحيان للدفع بمواطنه ريكاردو كارفاليو في بعض المباريات بحكم الخبرة، إلا أنه يبدو أحيانا أن الخبرة لا تكفي حيث كان لكارفاليو أخطاء كارثية، أخرها على سبيل المثال التمريرة القصيرة التي مررها في الكلاسيكو الأخير بذهاب نصف نهائي كأس الملك للحارس الجديد دييجو لوبيز وكادت تتسبب في هدف للبرسا. طوال تلك الفترة كان الشاب فاران ينتظر بفارغ الصبر ويتدرب بكل ما أوتي من قوة ويستمتع من حين لآخر بالدقائق التي يقدمها له مورينيو أو فرص المشاركة بالمباريات غير الهامة، حتى جاءت له الفرصة على طبق من ذهب. قد تأتي الفرص وتذهب كثيرا إلا أن قليلين هم من ينجحون في استغلالها، ويبدو أن الفرنسي الصاعد بسرعة الصاروخ أحد هؤلاء، فقبل الكلاسيكو الأخير تعرض دفاع الملكي، الذي كان في الأساس مهتزا منذ بداية الموسم، إلى ضربة قوية تمثلت في إيقاف راموس مع غياب بيبي للإصابة. لا توجد فرصة مناسبة لإثبات الذات في الليجا ومع فريق مثل ريال مدريد أكثر من مباريات الكلاسيكو، كانت تلك هي أول مشاركة لفاران أساسيا مع النادي الملكي أمام البرسا، ولم يكتف بالأداء الدفاعي فقط وإنقاذ فرص محققة من أمام أقدام مهاجمي برشلونة إحداها أخرجها من على خط المرمى عقب الخطأ الفادح لكارفاليو، بل تقمص دور “سوبرمان" وأحرز هدف التعادل للريال من رأسية رائعة. تغزلت بعدها الصحافة الإسبانية والعالمية في اللاعب، بل ووصفته بأنه كان أفضل لاعبي الريال في المباراة بجانب البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلا أنه ظل محافظا على تواضعه وهدوئه، وجاء موعده “الكبير" الثاني في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال أمام العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد حيث تفوق على الثنائي الهجومي الخطير الهولندي روبين فان بيرسي وويلبيك. والمهم هنا هو الإجابة على هذا السؤال: هل يهدد فاران مستقبل راموس وبيبي؟ التكهن بهذا الأمر صعب ولكن توجد عوامل قد تساعد في الإجابة، أولها العامل العمري فالفرنسي عمره 19 عاما أما راموس فعمره 27 عاما وبيبي 30 عاما، وبناء على هذه النقطة والمستوى الذي قدمه فاران حتى الآن فإن الكفة تصب في صالحه. هذا فضلا عن عامل آخر مهم وهو الشبهات التي تحوم حول توتر العلاقة بين مورينيو وراموس القائد الثاني للفريق، وما يثار حول أنه يشكل جزءا من جبهة تسعى لإقصاء المدرب البرتغالي من تحمل مسئولية الفريق الموسم المقبل. ربما لا تحدث عملية التجديد في قلب دفاع الملكي الآن وربما تكون قريبة وربما تتأخر، إلا أن فاران أثبت قادر أنه يكون “بطلا"، ربما بالصدفة إلا أن الصدف لا تأتي إلا لمن يستحقها.