كشف التلفزيون الإسباني عن شجار حاد وقع داخل صفوف المنتخب بطل العالم وأوروبا بين الثنائي جيرارد بيكيه وألبارو أربيلوا أثناء مباراة فنلندا الأخيرة في تصفيات مونديال البرازيل 2014، والتي تعادلت فيها إسبانيا بعقر دارها ووسط جماهيرها مع المنتخب المغمور 1-1، مما عقد حسابات الصعود لكأس العالم. ويبدو أن احتدام النزاع بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة قد انتقل صداه إلى المنتخب، رغم أن المدرب الوطني فيسنتي ديل بوسكي كان يفخر بتميز لاعبيه بالاحترافية المتناهية، فرغم الصراعات المشتعلة بين الريال والبرسا محليا وقاريا، الا أن لاعبي القطبين كانوا يظهرون كنسيج واحد في المنتخب، وهو ما ساهم في تحقيق إنجازي التتويج بمونديال جنوب أفريقيا 2010 ويورو 2012 ببولندا وأوكرانيا. لكن تلك الصورة المثالية تعرضت للتشويه بعد مقطع فيديو نشرته القناة الرابعة بالتلفزيون الإسباني، ويظهر فيه بيكيه وأربيلوا يتراشقان لفظيا قبل وبعد لقطة هدف التعادل للفنلنديين، حيث كان كلاهما يحمل للآخر مسؤولية الأخطاء الدفاعية. وبقراءة شفاه اللاعبين، تبين أن بيكيه عاتب أربيلوا على فتح ثغرة كبيرة في جبهته اليمنى قبل الهدف، لكن أربيلوا أظهر غضبا من طريقة المدافع الكتالوني في الحديث، ورد له الاتهام بترك مساحات في العمق. ولم تمر بضع لحظات حتى جاء هدف التعادل للفريق الزائر من خطأ مشترك لكلا اللاعبين، حيث جاء من كرة بينية من الناحية اليمنى لأربيلوا الذي كان بعيدا في غير مكانه، قبل أن يتابع المهاجم بوكي الكرة بأريحية داخل شباك فيكتور فالديز، في غياب الرقابة في العمق من بيكيه، الذي انشغل بالركض ناحية اليمين لصد الكرة العرضية. واستمر تبادل الاتهامات بين اللاعبين بعد الهدف، حتى قرر بيكيه إيقاف النقاش الحاد بالإشارة إلى زميله بأن يصمت، واضعا إصبعه السبابة على فمه. يذكر أن أربيلوا بات من أكثر لاعبي الريال المكروهين في برشلونة، وذلك بعد واقعة كلاسيكو “كامب نو” قبل الأخير (3-1 للميرينغي في إياب نصف نهائي كأس الملك) حين وجه صفعة خفيفة على خد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وما تبع تلك المباراة حين اتهم ميسي بتوجيه السباب له أمام زوجته في مرآب السيارات بالملعب الكتالوني. ومن جانبه نفى ديل بوسكي علمه بالشجار بين بيكيه وأربيلوا، مؤكدا إلى أنه لم يلاحظ ذلك الأمر داخل الملعب، وأن كلا اللاعبين قدما مباراة جيدة، مما يشير إلى أن الثنائي سيعودا سيلعبا سويا في المباراة المقبلة أمام فرنسا. ويقبل منتخب إسبانيا على مهمة حياة أو موت أمام فرنسا على ملعب “ستاد دو فرانس” الثلاثاء المقبل، حيث لا بديل له عن الفوز لانتزاع الصدارة من منتخب “الديوك” الذي يتفوق بفارق نقطتين، وإلا سيضطر لخوض الملحق غير مضمون العواقب ونسيان التأهل المباشر للبطولة التي يحمل لقبها.