ناد ألماني آخر بلغ المربع الذهبي من منافسة رابطة أبطال أوروبا هذا الموسم، ولا يقل شأنا عن غريمه من نفس البلد بايرن ميونيخ وحتى عن منافسه في هذا الدور نادي ريال مدريد الإسباني، هو بوروسيا دورتموند الذي عاد بريق نجمه يسطع من جديد في سماء مختلف الملاعب الأوروبية، حيث وبعد موسمين من التألق في الدوري المحلي حقق من خلالهما ثلاثة ألقاب كبيرة منها مرتان بطل «البوندسليغا» ، وكأس ألمانيا كانت غالية كونها جاءت على حساب النادي البافاري بعد الفوز عليه بنتيجة كبيرة (5-1)، بالإضافة إلى تواجد لاعبين أثبتوا علو كعبهم رغم صغر السن ونقص الخبرة، غير أن ما صنع الفارق في هذا النادي وجعل شأنه يكبر بسرعة حاليا على المستوى الأوروبي هو حنكة مدربه يورغن كلوب الذي دائما ما كانت لمساته واضحة في مختلف المواجهات التي خاضها الفريق في مختلف المنافسات لحد الآن. الفريق يسعى لتكرار إنجاز 97 وكتابة اسمه بحروف فضية على الكأس الغالية يسعى دورتموند لاستغلال فترة ذهبية أخرى يمر بها النادي لتحقيق لقب أوروبي آخر، وتعد هذه هي المرة الثانية التي يستطيع فيها بطل الدوري الألماني في العامين الماضيين ووصيف الموسم الحالي المرور فيها لهذا الدور الهام منذ أن حقق اللقب على حساب اليوفي عام 1997، وتأهل بوروسيا دورتموند إلى هذا الدور بعد إقصائه للنادي الإسباني الآخر «ملڤا» في مباراة مثيرة انتهت (3-2) لصالحه، كما يعد مشوار الفريق الأفضل في المنافسات حتى الآن فالنادي جمع 14 نقطة احتل بها صدارة مجموعته التي لقبت بمجموعة الموت حيث كانت تضم أربعة فرق هم أبطال دوريات في بلادهم (ريال مدريد، مانشستر سيتي وأجاكس). النادي الوحيد الذي لم يخسر في رابطة الأبطال هذا الموسم نتائج الفريق الألماني في مسابقة رابطة أبطال أوروبا أبهرت جميع المتتبعين والنقاد لأكبر وأشهر منافسة كروية في أوروبا، كون بوروسيا دورتموند يعد الفريق الوحيد من بين الأندية الأربعة المتأهلة للمربع الذهبي من هذه المسابقة الذي لم يذق طعم الخسارة، كونه يمتلك القدرة على الهجوم المضاد والتسجيل من أنصاف الفرص، هذا وسبق أن التقى النادي الأصفر بمنافسه على تأشيرة المرور لنهائي الكأس الغالية ريال مدريد في دور المجموعات وفاز علية ذهابا في ألمانيا (2-1)، وأحرجه داخل معقله «البيرنابيو» وأمام مشجعيه عندما تعادل معه (2-2) رغم أنه كان الأقرب للفوز لولا هدف مسعود أوزيل في الأنفاس الأخيرة من المباراة. يعتمد على تقنيات متطورة لمساعدة اللاعبين في التمرينات بعد نهاية دور المجموعات من مسابقة رابطة الأبطال وتصدره لمجموعته عن جدارة واستحقاق بجمعه ل14 نقطة من ست مواجهات فاز في أربع منها وتعادل في اثنتين، كشف نادي بوروسيا دورتموند عن سر تفوقه في مقطع فيديو تناقلته أبرز وسائل الإعلام العالمية، وتظهر التقنية الجديدة التي يتبعها الفريق في تدريب اللاعبين، وتكمن هذه التقنية التي أظهرها المقطع عبارة عن جهاز آلي يرسل الكرة من مربع أحمر للاعب الذي عليه أن يستقبلها ويرسلها للمربع المضاء بالأخضر خلال فترة زمنية محددة، وساعدت التقنية الجدية في تدريب اللاعبين على أسلوب للتمرين الدقيق السريع والتي أثبتت نجاحها من خلال نتائج الفريق بعد تصدره للمجموعة الأوروبية التي تضم الريال، الستي وأجاكس. يملك قاعدة جماهرية «مجنونة» وصار أكثر شهرة بفضلها مثلما اشتهر بألقابه رغم قلتها، ومثلما عرفه عشاق الساحرة المستديرة عبر العالم بلاعبيه المتميزين في الماضي والحاضر، اشتهر نادي بوروسيا دورتموند بفضل امتلاكه لقاعدة جماهيرية تعد من أروع الجماهير الشغوفة بهذه اللعبة عبر العالم، حيث يعرف جمهور ملعب «سيغنال سيدونا بارك» بدخلاته الفريدة من نوعها خاصة عندما يخوض الفريق مواجهة خاصة أو حاسمة، وكان آخرها هو رسم «تيفو» خاص أبهر به العالم ككل خلال مباراة إياب الدور ربع النهائي من رابطة الأبطال، حيث رسم الجمهور صورة لكأس المسابقة وأخرى لمشجع ينظر إليها من بعديد في إشارة بأن الفريق يستهدف تحقيق لقبه الأوروبي الثاني في تاريخه، وبأنه لن يفرط في هذه الكأس مهما تطلب الأمر من جهود وإرادة وعمل شاق. خزائنه تزخر ب21 لقبا في مختلف المسابقات المحلية والقارية يعد بوروسيا دورتموند من أكثر الأندية الألمانية نجاحا، حيث حقق ثمانية ألقاب في بطولة الدوري وكان وصيفا لها في خمس مناسبات، وفاز بالكأس الألمانية ثلاث مرات وخسرها مرتين، كما حاز على لقب واحد في كل من كأس الاتحاد الأوروبي ورابطة أبطال أوروبا، ويحتل صاحب اللونين الأصفر والأسود المرتبة الرابعة في جدول ترتيب تاريخ دوري «البوندسليغا»، ويملك في خزائن تتويجاته 21 لقبا في مختلف المسابقات المحلية والقارية. احتفل بمئويته قبل أربع سنوات وتأسس على يد فريق من عمال المناجم بوروسيا دورتموند هو ناد رياضي ألماني يمتلك عدة فروع رياضية ، يقع مقره في مدينة دورتموند شمال الراين بمنطقة «فيستفاليا»، فكرة تأسيس النادي الألماني العريق جاءت على يد عمال مصانع الصلب والمناجم في ألمانيا، وجاء ميلاد هذا الفريق العريق في ال19 من شهر ديسمبر عام 1909، وتم إضافة إليه كلمة «بوروسيا» المأخوذة من اسم الجعة التي كانت تقدم في الحانات المحلية، وبذلك أطلق لقب «عشاق الجعة» على مؤسسي نادي دورتموند، أما أول رئيس للنادي فكان هاينريش أونغر، وخلال فترة قصيرة بات بوروسيا دورتموند يعد في الثلاثينات من القرن الماضي من أقوى الأندية الألمانية ولكن بعد الحرب العالمية الثانية، وعلى غرار باقي الأندية الألمانية، شهد الفريق إعادة بناء شاملة. حقق ثلاث بطولات قبل اعتماد «البوندسليغا» سنة 1964 بلغ نادي بوروسيا أول نهائي في تاريخه في الدوري المحلي سنة 1949، غير أن الحظ لم يحالف الفريق آنذاك، حيث أضاع فرصة الفوز بلقب الدوري الألماني بعد ما خسر مباراة النهائي بنتيجة (3-2)، ولكن قصته مع الألقاب بدأت في موسم 1956، إذ حقق النادي أول ألقابه بعد فوزه على نادي «كارلسرو» بنتيجة (4-2)، كما نجح في الدفاع عن لقبه في الموسم التالي، وباحتفاظه بنفس التشكيلة، تمكن دورتموند من تكرار إنجاز 1956، وفاز ببطولة الدوري مجددا، بعدما انتصر على نادي هامبورغ بنتيجة عريضة (4-1)، وقبل اعتماد البوندسليغا بسنة، استطاع أن يفوز عام 1963 للمرة الثالثة بلقب البطولة بعد فوزه على كولن بنتيجة (3-1)، بالإضافة إلى أنه أحرز المركز الرابع في أول موسم للدوري الألماني الممتاز سنة 1964. انتزع أول لقب أوروبي له على حساب ليفربول سنة 1966 تمكن النادي الأصفر والأسود من الفوز بكأس الدوري الألماني الممتاز في نسخته الجديدة سنة 1965، إثر تغلبه على نادي «ألمانيا آخن» بهدفين نظيفين، بعدما فشل في الدور نفسه في الماضي، وكان هذا اللقب فاتحة خير على خزائن النادي، إذ تبعه إنجاز تاريخي عندما انتزع لقب كأس الاتحاد الأوروبي سنة 1966 من بين أيدي عملاق الكرة الإنجليزية نادي ليفربول، حيث فاز عليه بنتيجة (2-1) بعد اللجوء إلى الوقت الإضافي، وبذلك سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم الألمانية، خصوصا وأنه كان أول ناد ألماني يحرز لقبا دوليا، كما ظل الهدف القاتل، الذي سجله راينهارد شتان في الدقيقة 106 راسخا في الأذهان. سقط مرتين إلى الدرجة الثانية وعاد للواجهة بفضل جماهيره الوفية انطفأ نجم فرسان مدينة دورتموند في بداية السبعينات، حيث سقط الفريق إلى الدرجة الثانية عام 1972، ولم يتمكن من الصعود إلا بعد مرور أربع سنوات، وبعودته إلى دوري النخبة، أظهر بوروسيا أنه ناد استثنائي بعدما حضر لمشاهدة أول مباراة له على ملعب «فيستفاليا» (الاسم القديم لملعبه الحالي) أكثر من 40 ألف مشجع، وهو رقم قياسي بالمقارنة بما كانت تجذبه ملاعب الأندية الألمانية الأخرى من جماهير في تلك الفترة، وعاش النادي في بداية الثمانينات أزمة مالية خانقة شهد خلالها تراجعا حادا على المستوى الرياضي، فسقط إلى الدرجة الثانية من جديد عام 1986، وفي نهاية الثمانينات عاد مجددا ليعزف على إيقاع النجاحات، حيث بلغ المباراة النهائية ضمن منافسات الكأس وتمكن من الفوز على فريق فيردر بريمن العنيد بنتيجة (4-1)، ليحتفل بأول لقب له منذ 23 عاما. عرف أزهى أيامه بتولي هيتسفيلد العارضة الفنية مع بداية التسعينات عرف وعاش النادي الأصفر ومن دون شك أزهى فترات تألقه على المستوى المحلي والقاري، ففي سنة 1991 تعاقد مع المدرب أوتمار هيتسفيلد، الذي تمكن معه أخيرا من الظفر بلقب دوري «البوندسليغا» بعد صيام دام 32 عاما بعد مرور أربع سنوات من توليه العارضة الفنية، كما تمكن من الدفاع عن لقبه في الموسم التالي، أما على الصعيد العالمي فقد حقق النادي إنجازا تاريخيا خلال موسم 1997 بفوزه بدوري أبطال أوروبا إثر تغلبه على نادي جوفنتوس الإيطالي بنتيجة (3-1)، وفاز بعدها مباشرة بكأس «إنتركونتيننتال»، وفي تلك الفترة كانت تشكيلة الفريق تزخر بلاعبين كبار من أمثال ستيفان رويتر ويورغن كولر وكذلك ماتياس سامر، علاوة على ستيفن فرويند وأندرياس مولر والذين كانوا يشكلون نواة المنتخب الألماني الفائز باللقب الأوروبي سنة 1996 في مدينة لندن. نجومه الحاليون يصنعون مجدا جديدا لفريق استثنائي من يتأمل في تاريخ هذا الفريق لن يراوده شك في أن بوروسيا سيفوز قريبا بأحد الألقاب سواء كان محليا أو أوروبيا، وبفضل أرمادة من النجوم الحاليين في الفريق يتقدمهم الثلاثي الناري روبرت ليفاندوفسكي، ماريو غوتزه وماركو ريوس،حيث عاد نجم الفريق للبريق مجددا واستطاع بقيادة المدرب يورغن كلوب إضافة لقبي الدوري السابع والثامن ومعهما لقب الكأس الثالث إلى خزائن الفريق ما بين موسمي 2010 و2012، وستخوض كتيبة التقني الألماني بعد أٌقل من أسبوع من الآن مواجهة نارية أمام ريال مدريد الإسباني، في إطار نصف نهائي كأس رابطة أبطال أوروبا، وهي المباراة التي سيحاول فيها رفقاء الدولي البولندي ليفاندوفسكي لعب كامل حظوظهم من أجل بلوغ نهائي «ويبلي» وتحقيق الكأس الأوروبية الثانية في تاريخ النادي الألماني العريق. ملعبه يتسع ل80 ألف متفرج واحتضن عدة منافسات عالمية يعتبر ملعب «سيغنال إيدونا بارك» (الذي كان يسمى ملعب فيستفاليا حتى ديسمبر من عام 2005) معقل أبطال دورتموند، وهو يتسع لحوالي 80 ألف متفرج، كما يعتبر أكبر ملعب في ألمانيا كلها، وكانت جريدة التايمز الإنجليزية قد وضعت الملعب على رأس أجمل الملاعب في العالم، وتم تشييده مابين 1971 و1974 خصيصا لكأس العالم في ألمانيا سنة 1974، حيث احتضن أربع مباريات، و شهد الملعب الشهير منذ 1995 الكثير من الإصلاحات لتوسيع طاقته الاستيعابية، واستقبل كذلك خلال كأس العالم 2006 ست مباريات، كان أبرزها مواجهة نصف النهائي التي جمعت منتخب ألمانيا المضيف والمنتخب الإيطالي الذي توج لاحقا باللقب.