رغم أن أندريس إنييستا يعد معشوق جماهير كرة القدم الإسبانية على مختلف انتماءاتها، الا أن أيقونة فريق برشلونة ومنتخب الماتادور طالما كان ضيفا غير مرغوب به بملعب سان ماميس، معقل فريق أتلتيك بلباو، ففي كل زيارة دوما ما تستقبله جماهير الفريق الباسكي بالسباب وصافرات الاستهجان. لطالما كان إنييستا نموذجا يحتذى به في حسن الخلق داخل وخارج المستطيل الأخضر، وهو ما جعل الغالبية العظمى من جماهير إسبانيا تقدره وتحترمه، حتى مشجعي الغريم اللدود ريال مدريد، فضلا عن أنه ترك بصمة في العديد من الانجازات الرياضية ليخلد اسمه بأحرف من نور في سجلات الرياضة ببلاد مصارعة الثيران. فلا تنسى جماهير إسبانيا أن إنييستا صاحب هدف الفرحة الأكبر في تاريخها، لحظة أن أهدى بلاده لقب كأس العالم للمرة الأولى على أرض جنوب أفريقيا بهدفه الذهبي في شباك هولندا، فضلا عن مساهمته الرائعة في التتويج بيورو 2012 ليحصد بعدها جائزتي أفضل لاعب في البطولة وبعدها في القارة، بجانب انجازاته العديدة مع البرسا على المستويين القاري والعالمي. لكن على النقيض تماما، تحمل جماهير بلباو في نفوسها ذكرى سيئة لإنييستا ، وبالتحديد منذ ال25 من أيلول/سبتمبر 2010 بعد نحو شهرين من هدفه المونديالي الشهير، وذلك بعد أن تسبب في طرد مدافعهم الأبرز أموريبييتا في إحدى المباريات المحلية على نفس ملعبهم الملقب ب”الكاتدرائية”. وتعتقد جماهير بلباو أن إنييستا بالغ في التمثيل بعد أن تدخل ضده أموريبييتا دون أن يلمسه، ليشهر الحكم بطاقة حمراء في وجه المدافع الفنزويلي الباسكي، ويساهم في فوز البرسا بثلاثة أهداف مقابل واحد. ومنذ ذلك الحين ، كلما شاهدت جماهير بلباو إنييستا يركض على عشب سان ماميس، كلما وجهت له صافرات الاستهجان والشتائم، وحدث ذلك مجددا اثناء اللقاء الذي جمعهما السبت في الجولة ال33 من الليغا و انتهى بالتعادل 2-2 وكان “الرسام” يجلس على مقاعد البدلاء حتى قرر المدرب تيتو فيلانوفا الدفع به في الدقيقة 73 على حساب التشيلي أليكسيس سانشيز، ليجد الاستقبال العدائي المعتاد في انتظاره.