أجواء أقل ما يقال عنها إنها رائعة، هي تلك التي عاشتها مدرجات ملعب 5 جويلية أمس، بسنفونيات وصور رائعة أبطالها أنصار المولودية والاتحاد. عرس كروي عاصمي وفى بكل وعوده، كيف لا ومدرجات الملعب امتلأت عن آخرها ساعات قبل النهائي، ليغرد الشناوة من اليسار ويرد عليهم المسامعية من اليمين، في تقاليد كروية عريقة بين الفريقين، تفرج عليها أمس، الملايين من الجزائريين وحتى العرب على قنوات التلفزيون الجزائري والجزيرة الرياضية. مدرجات 5 جويلية قسمت على إثنين مع أفضلية قليلة للشناوة حرب كبيرة عرفتها عملية بيع التذاكر قبل اللقاء بأيام، لكن كل من دخل الملعب لاحظ أن الفرق لم يكن كبيرا بين الشناوة وأنصار “سوسطارة” في المدرجات، فباستثناء “الفلامبو” أو مدرجات المشعل الشمالية، والتي عرفت جلوس أنصار المولودية على اليمين، وحتى في بعض مناطق على اليسار المخصصة لأنصار الاتحاد، بما أن الحماية المدنية قسّمت مدرجات المشعل على إثنين، أما بخصوص “الفيراج” فقد خصص لكل فريق مكانه المعتاد، وحتى المدرجات العلوية قسمت بطريقة عادلة، وجلس في وسطها العساكر، ويمكن القول إن الملعب عرف حضور حوالي 35 ألف مناصر من المولودية و30 ألفا من سوسطارة. الأبواب فتحت على الثامنة والنصف والتوافد كان كبيرا شغف الأنصار ورغبتهم الكبيرة في مشاهدة النهائي دفعت بهم إلى القدوم باكرا إلى الملعب، حيث فتحت الأبواب في حدود الساعة الثامنة صباحا للسماح إلى الأنصار بالدخول إلى المدرجات من دون تدافع ولا فوضى، والإقبال على الملعب كان كبيرا منذ الصباح الباكر، بالنظر لقيمة النهائي ورغبة كل مناصر في الحضور في الدرجات. الآلاف من الأنصار قضوا الليلة أمام أبواب الملعب ما علمناه من هنا وهناك أن الآلاف من أنصار المولودية والاتحاد والخائفين من تضييع النهائي، قرّروا المبيت أمام الملعب، وقضوا الليلة في مرأب 5 جويلية، حتى يتسنى لهم الدخول في الصباح الباكر، ما أعاد إلى أذهاننا أجواء ملعب تشاكر في أيام المنتخب الوطني، وفي عهد سعدان لما كان يلعب رفقاء زياني وصايفي تصفيات مونديال 2010. فيراج العميد امتلأ أولا، “الفلومبو” ثانيا والمدرجات العلوية أخيرا دخول الأنصار إلى الملعب كان بطريقة عادية، حيث امتلأ في بداية الأمر فيراج المولودية ثم فيراج الاتحاد، ثم بدأ الأنصار يتوافدون على “الفلومبو”، وبعد ساعة أو أكثر بقليل، امتلأت المدرجات العلوية بالتساوي بين الفريقين، وبعدها انطلقت الأعراس والأهازيج التي أضفت على النهائي رونقا رائعا. أنصار النوادي الأخرى منعوا من تعليق الرايات ما عدا علم واحد لبلوزداد ما لاحظناه في المدرجات أن الرايات التي غلبت على الملعب هي رايات المولودية والاتحاد، فلم نشاهد إلا راية واحدة لشباب بلوزداد علقت مع أنصار المولودية، ولهذا فإن النوادي الأخرى منعت من وضع راياتها، ولا شيء يعلو على رايات الفريقين المعنيين بالنهائي. حرب المدرجات انطلقت باكرا الشناوة مع الدرك وسوسطارة مع العسكر عرفت مدرجات 5 جويلية حربا باكرة بين أنصار الفريقين، فلم ينتظر الشناوة وأنصار الاتحاد كثيرا لكي يدخلوا في روح المنافسة، حيث تفاعلوا كثيرا مع لقاء العساكر والدرك الوطني، واختار الشناوة مناصرة فريق الدرك الوطني في وقت اختار أنصار اتحاد العاصمة مناصرة الناحية العسكرية الثانية، وهو اللقاء الذي تفوّق فيه أنصار سوسطارة لأن فريق العسكر الذي ناصروه هو الذي فاز وليس فريق الدرك الذي ناصره الشناوة.