هدت النسخة ال 29 من مسابقة “الحدث الرياضي” الكرة الذهبية لأفضل لاعب عربي في كرة القدم، منافسة شديدة بين عدد من لاعبين كبار فرضوا أنفسهم سواء في الملاعب العربية أو الأوروبية، ولكن الفوز بالجائزة كان من نصيب لاعب الوسط المهاجم لنادي الترجي التونسي أسامة الدراجي مغرداً ب 230 نقطة في المركز الأول، بفارق 46 نقطة عن الفائز بالمركز الثاني مهاجم السد والمنتخب القطري خلفان إبراهيم خلفان، الذي سبق مدافع نادي أودينيزي الإيطالي والمنتخب المغربي المهدي بن عطية بثلاث نقاط فقط (166-163). وفي حين جمع حارس ويغان الإنكليزي والمنتخب العماني علي الحبسي 126 نقطة في المركز الرابع، نزل رصيد باقي المرشحين تحت ال 100 نقطة، وهم على التوالي: لاعب وسط سوشو الفرنسي والمنتخب الجزائري رياض بودبوز (91 نقطة)، ومهاجم نادي الوحدات والمنتخب الأردني حسن عبد الفتاح (77)، ومهاجم وسط نادي شاندونغ لايننغ الصيني والمنتخب اللبناني رضا عنتر (72)، وصانع ألعاب نادي الزمالك والمنتخب المصري محمد عبد الرازق “شيكابالا” (71)، ومهاجم نادي الوكرة القطري والمنتخب العراقي يونس محمود (48). شارك في الاستفتاء عدد كبير من النقاد والإعلاميين والمدربين بمن فيهم المعلقون والمحللون في 8 قنوات فضائية عربية، إضافة إلى وكالة الصحافة الفرنسية وموقعين إلكترونيين، وناهز عددهم 175 من 16 دولة عربية. وقد نال الدراجي العدد الأكبر من الأصوات للمركز الأول (41) مقابل 29 لخلفان الذي تفوق عليه بن عطية بفارق 3 أصوات، وفيما تقارب الاثنان في عدد ألأصوات للمركز الثاني (27-26 على التوالي) تفوّق القطري في المركز الثالث (25-15). وهكذا، وبعد 7 سنوات على فوز آخر تونسي بالكرة الذهبية (راضي الجعايدي 2004) بات أسامة الدراجي رابع تونسي يفوز باللقب العربي (المرحوم الهادي بالرخيصة في 1995 وقيس الغضبان في 1999). وأسامة الدراجي الذي حل خامسا في 2009، والبالغ من العمر 24 عاما، نال لقب أفضل لاعب في أفريقيا داخل القارة في 2011، وقاد الترجي للثنائية المحلية وإلى كأس دوري أبطال أفريقيا وبالتالي إلى بطولة أندية العالم حيث وصل إلى الدور ربع النهائي، وقاد منتخب تونس إلى نهائيات أمم أفريقيا وإلى الفوز ببطولة الأمم الأفريقية للمحليين، وسجل 10 أهداف في الدوري و3 في الكأس، منها هدف الفوز بالكأس، وسجل أيضا 4 أهداف في دوري الأبطال. الدراجي الذي يلقب ب”بيكاسو الكرة التونسية”، أهدته اللجنة المنظمة لمونديال الأندية في اليابان لوحة لبيكاسو. وكان الدراجي اختير أفضل لاعب ناشئ وواعد في تونس في موسم 2007-2008، وكرسه الإعلاميون التونسيون أفضل لاعب في تونس للعام 2010، وكذلك توجته إذاعة “الجوهرة” وجريدة “الصريح” وهو كان فاز باللقب في 2009. تألق الدراجي في 2010 حين قاد الترجي لبطولة الدوري وإلى نهائي أبطال أفريقيا وسجل خلالها خمسة أهداف، كان أغلاها في مرمى الأهلي المصري في ذهاب نصف النهائي، وكان واحدا من ثلاثة لاعبين عرب ضمن القائمة الأولية لأفضل لاعب في أفريقيا، وبات أحد الركائز الأساسية في المنتخب برغم صغر سنه، كما تسلّم شارة القائد في الترجي. أفضل لاعب واعد وبات عادل تاعرابت مهاجم نادي كوينز بارك رينجرز الإنكليزي أول لاعب مغربي يفوز بجائزة الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح الكرة الذهبية لأفضل لاعب عربي واعد. ولأن الاستفتاء يتعلق بأحداث 2011 فأن لاعب الوسط المهاجم لنادي الترجي والمنتخب التونسي يوسف المساكني، لم يستفد من تألقه مع منتخب بلاده في أمم أفريقيا التي كانت ضمن أحداث العام 2012، مما يعطيه ذخيرة وخميرة لاستفتاء نهاية هذا العام. تقدم تاعرابت على المساكني بفارق 62 نقطة، (297-235) وهذا ناتج عن حصول المغربي على 67 صوتاً للمركز الأول، مقابل 41 للتونسي، وهذا الرقم ذاته الذي ناله المساكني للمركز الثاني في مقابل 37 لتاعرابت، فيما نال الأخير 22 صوتا للمركز الثالث، مقابل 30 للأول. ولم يبتعد مدافع النادي الإسماعيلي والمنتخب المصري أحمد حجازي في مركزه الثالث بأكثر من 31 نقطة عن المساكني (235-204)، إذ تفوق الأخير بعدد الأصوات للمركز الأول (41-25) فيما تقاربا في المركز الثاني (41-42) بينما نال حجازي 45 صوتا للمركز الثالث مقابل 30. وحل المغربي الآخر في قائمة أفضل لاعب واعد، لاعب وسط خيتافي الإسباني والمنتخب الأولمبي المغربي عبد العزيز برادة، في المركز الثالث. تاعرابت الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب عربي في نسختها ال13، كان تفوق أيضا على يوسف المساكني بمركز واحد في ترتيب قائمة العام 2009، فجاءا في المركزين الرابع والخامس على التوالي. وتاعرابت البالغ من العمر 22 عاما والذي كان اللاعب العربي الوحيد في قائمة أفضل لاعب أفريقي للعام 2011، سجل هدفا تاريخيا للمغرب من ركلة حرة في مرمى تانزانيا أهل بلاده إلى نهائيات أمم أفريقيا. تفجرت موهبته مع رينجرز في موسم 2010 2011 بتسجيله 19 هدفا وتمريره 21 كرة حاسمة، فاختير أفضل لاعب في الدرجة الثانية في إنكلترا، وكان سجل في 2009 هدفا لرينجرز في مرمى بريستون نورث أعتبر من أفضل الأهداف في الدوري الإنكليزي. ولد تاعرابت في المغرب وانتقل مع ذويه إلى فرنسا وبدأ مسيرته مع لنس عام 2004، حيث شارك في 14 مباراة مع الدرجة الثانية، أما أوّل ظهور له مع فريقه مع الدرجة الأولى فكان في موسم 2006-2007، وانتقل بالإعارة إلى توتنهام هوتسبر عام 2007، وبعد 9 مباريات انتقل إلى فريق كوينز بارك رينجرز، ولعب منذ العام 2008 وحتى الآن 100 مباراة سجل خلالها 27 هدفاً. دافع تاعرابت عن ألوان فرنسا مع منتخبات ما دون سن ال 16 سنة و17 سنة، اختار منتخب المغرب، وسجّل أول أهدافه الدولية في 2009 في مرمى أنغولا بمباراة ودية، ثم سجل أول هدف رسمي أمام توغو في إطار تصفيات المونديال. يعد عادل تاعرابت حاليا من العناصر الأساسية في المنتخب المغربي، ويمتلك المهارات التقنية التي تعتمد على المراوغات وخفة الحركة، وبلغ مجموع مبارياته مع “أسود الأطلس” 10 سجل خلالها 4 أهداف.